تصاحب الإفرازات المهبلية المرأة طوال عمرها، حتى أنها تظهر في فترة الطفولة أيضاً، لكن تتوقع النساء قلة أو توقف الإفرازات المهبليه بعد انقطاع الطمث، لتتفاجأ بسيلان البعض منها في الفترة التي تسبق أو تلي انقطاع الحيض.
يناقش هذا المقال كل ما يتعلق بإفرازات انقطاع الطمث ونعرف هل هي طبيعية، أم أنها إفرازات تستدعي التدخل الطبي؟
مرحلة انقطاع الطمث
تعرف مرحلة انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause) بالفترة العمرية التي تنقطع بها الدورة الشهرية للمرأة، يحدث ذلك بسبب انخفاض مستويات هرموني الاستروجين والبروجيستيرون، والذي غالباً ما يكون في الفترة ما بين 45 و55 عاماً. (1)
قد تواجه السيدة انقطاع الطمث مبكراً عن ذلك لأحد الأسباب التالية: (1)
- استئصال المبيضين أو الرحم.
- تلقي جرعات من العلاج الكيماوي للسرطان.
- تاريخ وراثي من انقطاع الحيض مبكراً في العائلة.
تصل المرأة إلى سن انقطاع الطمث حين تتوقف عن رؤية دم الدورة الشهرية لمدة عام كامل، لكنها تلاحظ أعراضاً مختلفة وتغيرات جسدية تشير إلى اقتراب سن انقطاع الحيض قبل الوصول إليه بسنوات، في مرحلة تعرف بفترة ما قبل انقطاع الحيض (بالإنجليزية: Perimenopaus).
تشمل تلك التغيرات التي تنتاب السيدة الهبات الساخنة، وتقطع الدورة الشهرية، والتقلبات المزاجية، بالإضافة إلى تغير الإفرازات المهبلية، فيختلف قوامها، وكميتها، ومعدل إنتاجها زيادة أو نقصاناً، لتغير نسب الهرمونات الأنثوية عن السابق. (1)(2)
إفرازات انقطاع الطمث
تعد إفرازات انقطاع الطمث صحية طالما كانت بيضاء صافية، قوامها خفيف أو سميك قليلاً، بدون كتل، لا تسبب الإفرازات تهيج المهبل وغير مصحوبة برائحة غريبة، تصبح الإفرازات بعد انقطاع الطمث مقلقة وتستدعي استشارة الطبيب في الحالات التالية: (2)
- نزول إفرازات مهبلية بيضاء سميكة جداً ومتكتلة مثل الجبن القريش.
- سيلان إفرازات صفراء بعد انقطاع الطمث، أو خضراء، أو رمادية.
- تزامن إفرازات المهبل بعد انقطاع الطمث مع رائحة كريهة. للمزيد: علاج الإفرازات المهبلية كريهة الرائحة
- حدوث احمرار وتهيج للمهبل.
- الشعور بحكة، وحرقان، وألم عند الجماع.
- ملاحظة إفرازات بنية بعد انقطاع الطمث أو وردية: تعد تلك الإفرازات الوردية علامة خطر، حيث ليس من المفترض تسرب نقط من دم الدورة الشهرية، كونها انقطعت منذ 12 شهراً، لذا قد تدل تلك الإفرازات الوردية على الإصابة بمشكلة في الرحم مثل السرطان، وتستلزم استشارة الطبيب.
اقرأ أيضاً: إفرازات مهبلية دموية، هل هي طبيعية؟
تعود تلك الأعراض غير الطبيعية من تلون وتغير رائحة الإفرازات المهبلية بعد انقطاع الطمث إلى الإصابة بعدوى الخميرة، أو عدوى بكتيرية مثل الأمراض المنقولة جنسياً. (2)(4)
أسباب تغير الإفرازات بعد انقطاع الطمث
يتأثر المهبل بالتغير الهرموني الذي يصيب المرأة، وبالتالي تتغير إفرازاته، قد يصبح الإفراز المهبلي قليلاً جداً حتى تكاد المرأة ألا تلاحظه، أو يزداد معدل إفرازه لدرجة استخدام الفوط الصحية بصورة يومية، وكلتا الحالتين طبيعية ولا تثير القلق.
يعود تغير إفرازات ما بعد انقطاع الطمث إلى العوامل والأسباب التالية: (2)(3)
انخفاض الهرمونات
يقل إفراز هرمون الاستروجين والبروجيستيرون كثيراً خلال فترة انقطاع الطمث، يعني ذلك قلة الإفرازات المهبلية عند غالبية النساء، لكن قد يسبب جفاف المهبل ترقق الجلد وسهولة تهيجه، مما يجعل الجسم يبالغ في ترطيبه كرد فعل عكسي، فتلاحظ المرأة زيادة في إفراز المهبل بعد انقطاع الطمث وليس نقصانه، يحدث ذلك عند نسبة ليست بالقليلة من السيدات. (3)
للمزيد: قلة الإفرازات المهبلية، الأسباب والعلاج
رقة المهبل
تصبح طبيعة جلد المهبل بعد انقطاع الطمث أكثر رقة، وحساسية، وجفافاً، فيسهل تهيجه عند ملامسة البول له، مما ينتج عنه زيادة إفرازات ما بعد انقطاع الطمث.
تزداد أيضاً فرص التقاط المهبل لأنواع العدوى نتيجة جفافه الشديد، مما يرفع من نسب الإفرازات المهبلية غير الطبيعية الناتجة عن الحالات المرضية. (2)
إفرازات مهبلية مزلقة
يظل المهبل ينتج بعضاً من إفرازاته عند حدوث الإثارة الجنسية، حيث تعمل الإفرازات كمزلق لتسهيل عملية الجماع، مما يساعد على الحفاظ على صحة المهبل وحمايته من الضمور والتقلص، وحماية المرأة من الإصابة بجفاف المهبل المفرط الذي يسبب ألم الجماع والتهابات المهبل. (3)
توصى النساء اللاتي يعانين من قلة الإفرازات المهبلية بعد انقطاع الطمث أو زيادتها بالتوجه إلى الطبيب، والنقاش بخصوص استخدام بدائل هرمونية تعالج شكوى السيدة، أو غيرها من الخيارات الطبية التي تناسب حالتها.
اقرأ أيضاً: إفرازات ما بعد الدورة الشهرية