من الممكن أن يعاني الفرد من الكحة مع الاستفراغ، حيث يمكن أن تتسبب نوبات السعال الشديدة والمستمرة بالنهاية إلى الاستفراغ أو القيء. ومن الممكن أن تختلف أسباب الكحة المصحوبة بالاستفراغ من حالة لأخرى، فمن الممكن أن تكون ناجمة عن أسباب وعوامل بسيطة كالتدخين، وفي حالات أخرى يمكن أن تدل على وجود مشكلة أكثر خطرًا كالإصابة بالتهاب الرئة. [1][2]
يناقش المقال التالي السعال المصحوب بالقيء، بما في ذلك أسبابه، وكيفية التعامل معه.
أسباب الكحة مع القيء
يعود السبب في حدوث الكحة مع الاستفراغ أو الترجيع معًا إلى كون الكحة شديدة جدًا لدرجة أن تعمل على تحفيز العضلات المسؤولة عن القيء والاستفراغ. ومن الممكن أن تختلف أسباب الكحة الشديدة المؤدية إلى الاستفراغ من حالة لأخرى، وذلك يمكن أن يعتمد على عمر المريض. [1]
وفيما يلي نذكر أسباب السعال المصحوب بالقيء عند الكبار والصغار:
الأسباب عند الكبار
يمكن أن تتضمن أسباب الكحة والاستفراغ عند الكبار البالغين ما يلي:
- تدخين السجائر
يتسبب تدخين السجائر بالسعال المزمن لدى الفرد والذي يمكن أن يستمر لعدة أسابيع أو أشهر، حيث أن المكونات السامة المتواجدة داخل السجائر يمكن أن تتسبب بالتأثير على وظائف الأهداب المتواجدة في الممرات الهوائية، وهذا ما سيؤدي إلى عدم مقدرة الجسم على إزالة المخاط والجراثيم والجزيئات الغريبة من الشعب الهوائية بشكل صحيح. [1][2]
من الممكن أن يكون سعال المدخن إما جافًا أو رطبًا، أي يرافقه خروج البلغم. كما وفي بعض الحالات يمكن أن يكون سعال المدخن شديدًا لدرجة أن يتسبب بالقيء لدى الفرد. [1][2]
- الربو
يمكن أن تتسبب النوبات الشديدة من الربوبالكحة مع الاستفراغ لدى المريض، كما يمكن أن يتسبب الربو بأعراض أخرى، مثل الصفير، وضيق التنفس، والإفراط في إنتاج المخاط. [1]
كما أن هناك نوع خاص من مرض الربو يسمى بالربو الذي يغلب عليه السعال (بالإنجليزية: Cough-Variant Asthma) حيث يكون السعال هو العرض الوحيد الذي يظهر لدى المريض، والذي غالبًا ما يكون سعال جاف ومستمر، ويمكن أن يكون شديدًا لدرجة أن يتسبب بتحفيز القيء لدى الفرد. [1][2]
- العدوى
تتسبب بعض أنواع العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي بالسعال الشديد المصحوب بالقيء، وتشمل هذه الأنواع ما يلي: [1][2][3]
- التهاب الشعب الهوائية الحاد أو المزمن، حيث تتسبب هذه العدوى بسعال يرافقه كميات كبيرة من المخاط، والتي يمكن أن تؤدي إلى القيء. أيضًا، يمكن أن يعاني المريض من سعال جاف لعدة بعد اختفاء العدوى والذي يمكن أن يكون شديدًا بما يكفي لإثارة القيء.
- التهاب رئوي، يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي إلى نوبات شديدة من السعال والقيء وذلك نتيجة لطرد المخاط من الرئتين أو نتيجة التنقيط الأنفي الخلفي، حيث يعود المخاط من منطقة الأنف باتجاه الحلق.
- السل، وهي عدوى بكتيرية تصيب الرئتين تتسبب بالكحة الشديدة المصحوبة بالاستفراغ، كما يمكن أن تنتشر إلى الأعضاء الأخرى من الجسم إذا تركت دون علاج.
- الارتجاع الحمضي ومرض الارتجاع المعدي المريئي
يتسبب مرض الارتجاع المعدي المريئي برجوع محتويات المعدة إلى المريء والحلق، وفي بعض الأحيان إلى الممرات الهوائية، وهذا ما سيؤدي إلى تهيج منطقة الحلق والممرات الهوائية، وحدوث السعال لدى الفرد، والذي يمكن أن يكون شديدًا لدرجة أن يتسبب بالقيء. [2][3]
- تناول بعض أنواع الأدوية
يمكن أن تتسبب بعض أنواع الأدوية بحدوث كحة شديدة يرافقها الاستفراغ، ومن بين أشهر أنواع هذه الأدوية هي الأدوية المثبطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين والتي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب. [1][2]
الأسباب عند الصغار
بالإضافة إلى كل من الربو، والارتجاع الحمضي، والأمراض المعدية التي يمكن أن تتسبب بالكحة والقيء عند البالغين، يمكن أن تتضمن أيضًا أسباب الكحة والاستفراغ عند الأطفال ما يلي: [1][2]
- السعال الديكي، وهي عبارة عن عدوى في الجهاز التنفسي، تتسبب بالسعال الشديد والسريع، والذي يمكن أن يرافقه حدوث القيء.
- الفيروس المخلوي التنفسي، والذي يمكن أن يتسبب بالتهاب في الرئتين والممرات الهوائية، ويعد السبب الرئيسي لإصابة الأطفال بالتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
للمزيد: أسباب الكحة عند الأطفال وعلاجها
تشخيص الكحة مع القيء
لا تستدعي جميع الحالات التي يعاني منها المريض من كحة مع استفراغ لزيارة الطبيب فورًا، وإنما يتم ذلك فقط في الحالات التالية: [1][2]
- السعال المصحوب بالدم.
- صعوبة في التنفس أو ضيق التنفس.
- التنفس السريع.
- تغير لون الشفاه، أو الوجه، أو اللسان إلى اللون الأزرق الداكن.
- ظهور أعراض الجفاف نتيجة القيء المستمر.
كما ينصح بزيارة الطبيب في حال عانى المريض من كحة وقيء بشكل مزمن أو عانى من كحة شديدة وقيء مستمران لفترة تتجاوز الثلاثة أسابيع. [2]
يمكن أن يقوم الطبيب ببعض الفحوصات والتحاليل من أجل تحديد سبب حدوث الكحة والاستفراغ عند الكبار والصغار: [1][3]
- الأشعة السينية لمنطقة الصدر، والذي يساعد في الكشف عن الالتهاب الرئوي.
- الأشعة المقطعية، للبحث عن أي عدوى في الجهاز التنفسي.
- اختبار وظائف الرئة، لإعطاء الطبيب معلومات حول قدرة الفرد على استنشاق الهواء، الأمر الذي يساعد على تشخيص إصابته بمرض الربو.
- اختبار قياس التنفس، والذي يساعد أيضًا على تشخيص مرض الربو.
- التنظير، حيث يتم إدخال منظار يحتوي على كاميرا صغيرة وضوء إلى داخل الجهاز التنفسي من أجل فحص الرئتين والممرات الهوائية. كما يمكن أن يتم إجراء تنظير للجهاز الهضمي للكشف عن الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي.
- فحص الدم للتحقق من ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، والذي يمكن أن يشير إلى وجود عدوى لدى الفرد.
علاج الكحة مع القيء
يعتمد علاج السعال مع القيء على علاج المشكلة الأساسية المسببة للكحة، ويمكن أن يتضمن ذلك استخدام الأدوية التالية: [1][2]
- مزيلات الاحتقان، وذلك في حالات الحساسية والتقطير الأنفي الخلفي.
- الكورتيزون، وهو مفيد لعلاج الربو، أو الحساسية، أو التنقيط الأنفي الخلفي.
- موسعات القصبات الهوائية، وذلك لعلاج الكحة والاستفراغ الناجمان عن الإصابة بالربو.
- مضادات الهيستامين، والتي يتم استخدامها في حالات الحساسية والتنقيط الأنفي الخلفي.
- المضادات الحيوية، والتي يتم استخدامها لعلاج العدوى البكتيرية المسببة للسعال المصحوب بالقيء، بما في ذلك السعال الديكي.
- مضادات الحموضة، وذلك لعلاج الارتجاع الحمضي والارتجاع المعدي المريئي.
- مثبطات السعال، والتي يتم استخدامها لعلاج السعال المصحوب بالاستفراغ الذي لا يمكن تحديد سببه.
للمزيد: طرق علاج الكحة المستمرة
نصائح مفيدة لحالات الكحة مع القيء
يوجد عدد من النصائح التي يمكن تقديمها لكل من يعاني من كحة مع ترجيع، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف شدة وتكرار الكحة لديه، وبالتالي التقليل من حدوث القيء المرافق لهذه الكحة. [1]
ويمكن أن تشمل هذه النصائح على ما يلي: [2][4]
- شرب الكثير من الماء.
- شرب الماء الساخن مع العسل.
- أخذ حمام مشبع بالبخار.
- استخدام جهاز الترطيب في المنزل.
- استخدام قطرات السعال أو تناول قطع من الحلوى الصلبة.
- أخذ قسط من الراحة.
- تجنب ممارسة التمارين الرياضية بشكل مؤقت، خصوصًا عند المعاناة من العدوى.
وفي حالات الكحة مع الاستفراغ عند الأطفال الرضع، فإنه ينصح باستخدام جهاز ترطيب الهواء من أجل التخلص من جفاف الجو. كما يجب التنويه إلى عدم إعطاء العسل للرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، كما توصي إدارة الغذاء والدواء بتجنب إعطاء أدوية السعال التي لا تحتاج إلى وصفة طبية من أجل علاج الكحة مع الاستفراغ عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين. [1][4]
اقرأ أيضًا: أدوية الكحة للأطفال: هل هي فعالة؟
أيضًا، يوجد عدد من الأعشاب التي يمكن أن تساعد في التقليل من شدة الكحة المصحوبة بالقيء، منها الزنجبيل والنعناع. [1]
نهاية، تحدث الكحة مع الاستفراغ نتيجة تسبب الكحة بالتأثير على العضلات المسؤولة عن القيء، وغالبًا ما يحدث ذلك في الحالات الشديدة من الكحة كالتي تنجم عن الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو التهاب الشعب الهوائية، أو الارتجاع الحمضي، السعال الديكي. وعادة ما يعتمد علاج السعال المصحوب بالقيء على السبب الرئيسي للمشكلة، كما يمكن أن يساعد شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل الأخرى واستنشاق البخار على التخفيف من الأعراض لدى المريض.