يمكن أن يعاني بعض الأطفال من نوبات الصداع المؤلمة مثل البالغين خلال المراحل العمرية المختلفة، ويعد الصداع العنقودي أحد أهم مسببات الصداع لدى الأطفال، ويتميز هذا النوع من الصداع بنوبات الألم الشديدة التي يمكن أن تستمر لفترة طويلة إذا لم يتم الحصول على العلاج المناسب.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن الصداع العنقودي عند الأطفال، وأسبابه، وأعراضه، وكذلك أفضل طرق العلاج والوقاية.
ما هو الصداع العنقودي عند الأطفال؟
يحدث الصداع العنقودي عند الأطفال بشكل نمطي في مجموعات من خمس نوبات أو أكثر، يسبب هذا الصداع الألم الشديد للأطفال، حيث يبدأ بسرعة ويبلغ ذروته في غضون 15 دقيقة، ثم يتوقف فجأة، وعادة ما يستمر الصداع من 30 إلى 60 دقيقة، ولكن يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 3 ساعات، كما أنه يحدث غالبًا في نفس الوقت من اليوم.[1]
يمكن أن يعاني الطفل من الصداع العنقودي مرة كل يومين، أو حتى 8 مرات كل يوم، ولكن عادة ما يستمر هذا الصداع من 2 إلى 12 أسبوعًا وفي بعض الحالات يمكن أن تستمر أكثر من عام.[1]
يوجد نوعان من الصداع العنقودي عند الأطفال، هما:[2]
- الصداع العنقودى العرضي: ويحدث لدى معظم الفئات العمرية مسببًا نوبات من الألم في مجموعات تستمر من أسبوع إلى عام، ويليها فترة من الراحة تصل لمدة شهر.
- الصداع العنقودي المزمن: يعاني الأشخاص المصابون بالصداع العنقودي المزمن من نوبات متكررة من الألم لمدة تزيد عن عام دون فترات راحة.
يجدر الذكر أن الصداع العنقودي يعد أقل شيوعًا عند الأطفال منه لدى البالغين، لكن يمكن أن يحدث عند الأطفال نتيجة عدة عوامل، مثل استخدام بعض الأدوية، أو التعرض للإجهاد، أو التعرض للضوء الساطع أو الحرارة.[1]
اقرأ أيضًا: أسباب الصداع عند الأطفال وأنواعه
أسباب الصداع العنقودي عند الأطفال
يبدأ الصداع العنقودي عند الأطفال في التط ورعادة خلال فترة المراهقة من سن 10 إلى 19 عامًا، ولكن يظل سبب حدوثه غير معروف، لكن يوجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الصداع العنقودي عند الأطفال، تشمل ما يلي :[3]
- حالات الجفاف، نتيجة فقدان الماء الشديد في الجسم .
- العوامل البيئية، يمكن أن تسبب بعض العوامل البيئية حدوث الصداع العنقودى عند الأطفال، مثل دخان السجائر، ومسببات الحساسية، والضباب الدخاني، و الضوضاء الصاخبة.
- بعض أنواع الأطعمة أو المشروبات: يمكن أن يتزامن حدوث الصداع مع تناول بعض الأطعمة، مثل الجبن القديم، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والشوكولاتة، وصلصة الصويا، وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة.
- الاستعدادالوراثي: تزداد احتمالية الإصابة بالصداع العنقودي عند الأطفال في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة به.
- التغييرات الهرمونية: يسبب ارتفاع الهرمونات خلال فترة البلوغ ما بين سن 10-14 عامًا للفتيات، وما بين سن 12-16 عامًا للأولاد حدوث الصداع، وخاصة أثناء الحيض.
- اضطرابات النوم: تسبب اضطرابات النوم، مثل قلة النوم العديد من المشكلات الجسدية والنفسية، ومن بينها الصداع.
أعراض الصداع العنقودي عند الأطفال
تشمل أعراض الصداع العنقودي عند الأطفال مجموعة من العلامات، نذكر أبرزها كما يلي:[2] [3]
- احتقان الأنف أو انسداد الأنف.
- ضيق بؤبؤ العين.
- تدلي الجفون.
- الشعور بآلام العين.
- الشعور بالخفقان الشديد في الرأس.
- الضغط الشديد في الرأس.
- سيلان الأنف.
- التعرق.
- الأرق.
- التعب الشديد بعد توقف النوبة.
تشخيص الصداع العنقودي عند الأطفال
عادة ما يتم تشخيص الصداع العنقودي عند الأطفال من خلال معرفة الطبيب الأعراض التي ظهرت على الطفل، وعدد مرات حدوث الصداع، ومدى استمراره، وكذلك التاريخ الطبي للطفل والأدوية التي قام باستخدامها.[1]
يمكن أن يكتفي الطبيب بمعرفة هذه المعلومات لتشخيص حالة الطفل، وقد يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات والأشعة التصويرية الأخرى، مثل:[1]
- إجراء الفحص العصبي الذي يتم من خلال سلسلة من الاختبارات، للتحقق من تواجد مشكلات في دماغ الطفل وجهازه العصبي، مثل تسليط الضوء في عين الطفل وقياس تفاعل العين مع الضوء، وقد يشمل أيضًا اختبارات لذاكرة الطفل، ومدى توازنه.
- التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ الطفل، والأوعية الدموية، والهياكل الموجودة في رأسه.
علاج الصداع العنقودي عند الأطفال
لا يوجد علاج محدد للصداع العنقودي عند الأطفال، ولكن قد يصف الطبيب بعض طرق العلاج التي تخفف من شدة النوبات والأعراض، وتشمل الطرق العلاجية التي يمكن استخدامها لتخفيف الألم أثناء الصداع العنقودي عند الأطفال:[1] [2]
- استخدام الأكسجين: يخفف استخدام الأكسجين الألم الذي يحدث أثناء نوبة الصداع العنقودي عند الطفل، حيث يحصل الطفل على الأكسجين من خلال قناع من البلاستيك متصل بخزان أكسجين، ويتم إعطاؤه للطفل لمدة 15 دقيقة تقريبًا.
- استخدام الأدوية المسكنة: يمكن استخدام بعض الأدوية المسكنة للطفل، لتسكين الألم المصاحب للصداع العنقودي.
- استخدام الستيرويدات: تساعد الستيرويدات على تقليل الألم والتورم المصاحب للصداع.
- حقن سوماتريبتان: تستخدم حقن سوماتريبتان كمسكن فعال في حالات الصداع العنقودي عند الأطفال، حيث يتم إعطاؤه كحقنة تحت الجلد مباشرة.
- بعض الأدوية الوقائية: يتم تناول الأدوية الوقائية كل يوم لتقليل عدد النوبات، وخاصة في بعض الحالات التي لم تتحسن مع استخدام الأدوية المسكنة، ومن أمثلة الأدوية الوقائية، الفيراباميل وهو عبارة عن قرص يمكن تناوله عند حدوث النوبة أو بشكل مستمر، وذلك اعتمادًا على مدى تكرار حدوث نوبات الصداع.
اقرأ أيضًا: طرق طبيعية لعلاج الصداع
طرق الوقاية من الصداع العنقودي عند الأطفال
يمكن أن يساعد اتباع بعض الطرق الوقائية على تجنب حدوث الصداع العنقودي عند الأطفال، نذكر أهمها كما يلي:[1]
- الحد من التوتر: يمكن أن يزيد التعرض للضغط والإجهاد تكرار التعرض لنوبات الصداع عند الطفل، لذا يجب الحرص على فهم الطفل جيداً ومعرفة ما يصلح له لتقليل التوتر.
- اتباع جدول نوم منتظم: يمكن أن تسبب التغيرات في أوقات النوم إلى زيادة التعرض لنوبات الصداع، لذا ينصح بجعل الطفل ينام ضمن أوقات محددة يومياً.
- الاحتفاظ بمفكرة للصداع: يمكن أن يساعد تدوين الأوقات التي يتعرض لها الطفل لنوبات الصداع ومتى تتوقف، على معرفة نوع الصداع لدى الطفل، وكيفية علاجه.