إنّ السبب الرئيس للإصابة بسرطان عنق الرحم هو الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، إلا أنّ هناك عوامل وأسباب أخرى يُمكن أن تتسبّب بزيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان لدى النساء. [1]

وفي المقال التالي سنقوم بمناقشة كل ما يخص أسباب سرطان عنق الرحم وعوامل خطر الإصابة به.

كيف يحدث سرطان عنق الرحم؟

كغيره من أنواع السرطان، يحدث سرطان عنق الرحم نتيجةً للانقسام غير المنضبّط ونموّ الخلايا غير الطبيعية، حيث تحتوي كل خلية من خلايا الجسم على الحمض النووي الخاص بها والذي يتحكم في نموّها، ونضجها، وانقسامها، وموتها، وعندما يتعرض هذا الحمض النووي للتلف أو التغييرات، تصبح الخلايا غير طبيعية وستنمو بشكل لا يمكن السيّطرة عليه، وينتج عن هذا تراكم مفرط للخلايا، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين كتلة أو ورم. [1][2]

لكن إلى الآن ليس من المعروف تمامًا كيف تصبح هذه الخلايا سرطانية. [1]

تبدأ معظم سرطانات عنق الرحم عادةً في الخلايا المبطنة لعنق الرحم. والجدير بالذكر أنّ هناك نوعان من الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم، وهما الخلايا الحرشفية والخلايا العمودية (الخلايا الغديّة)، وفي معظم الحالات يحدث سرطان عنق الرحم في الخلايا الحرشفية. [2][3]

عادةً ما يتطوّر سرطان عنق الرحم ببطء، حيث تتطور الخلايا الطبيعية تدريجيًا إلى ما يسمى بتغيرات سابقة للتسرطن (بالإنجليزية: Precancerous Changes) والتي تُسمى بأورام عنق الرحم داخل الظهارة، والآفة الحرشفية داخل الظهارة، وخلل التنسّج. [2][3]

عادةً ما يتم اكتشاف هذه التغييرات عن طريق إجراء اختبار عنق الرحم ومن ثم يتم علاجها بنسبة 100% تقريبًا الأمر الذي يُساعد بشكل كبير على منع تطوّر سرطان عنق الرحم. [2][3]

ما هو السبب الرئيس لسرطان عنق الرحم؟

تحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبّب فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papillomavirus) وهو فيروس شائع جدًا ينتشر أثناء ممارسة الجنس كما أنه ينتقل عن طريق الاتصال الجسدي المباشر مع الفرد المُصاب به. [2][3]

هناك أكثر من 100 سلالة مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري، إلا أنّ أنواع معينة فقط منه يُمكن أن تكون سبّبًا للإصابة بسرطان عنق الرحم. وما يُقارب 70% من جميع حالات سرطان عنق الرحم يُمكن أن تحدث نتيجة الإصابة بسلالتين مختلفتين من هذا الفيروس، وهما فيروس الورم الحليمي البشري 16 وفيروس الورم الحليمي البشري 18. [2][4]

يُمكن لهذه السلالات من فيروس الورم الحليمي البشري أن تقوم بتعطيل الأداء الطبيعي لخلايا عنق الرحم مما يؤدي إلى حدوث فيها خلل التنسّج والذي يُمكن أن يتطوّر في النهاية إلى السرطان. [2]

لكن يجب التنويه إلى أنّ معظم النساء المصابات بهذين السلالتين من فيروس الورم الحليمي البشري أن لا يُصبن بسرطان عنق الرحم، وهذا يعني أن هناك عوامل أخرى يُمكن أن تكون مسؤولة عن التسبّب في سرطان عنق الرحم. [2][4]

أما بالنسبة لباقي السلالات من فيروس الورم الحليمي البشري فمن المُمكن أن تكون مسؤولة عن الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، مثل: سرطان الفرج أو سرطان المهبل، كما يُمكن أن يسبّب بعضها الآخر بظهور الثآليل التناسلية، بينما يٌعدّ بعضها الآخر غير ضار ولا يتسبّب بأية أعراض. [3][4]

ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم؟

على الرغم من كون الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري من أسباب سرطان عنق الرحم، إلّا أنّه يوجد عدة عوامل أخرى لها دور في زيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، ولا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإيجاد الرابط ما بين هذه العوامل وخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. [1][5]

ويُمكن أن تتضمّن عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم ما يلي:

التدخين

يُعدّ التدخين أحد العوامل المهمة التي تتسبّب بزيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، ويشمل ذلك قيام المرأة نفسها بالتدخين أو استنشاقها للدخان أثناء تدخين أحد الأفراد من حولها، وهو ما يعرف باسم التدخين السلبي. [1][6]

إلى الآن لم يفهم العلماء تمامًا كيف يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولكن هناك العديد من النظريات التي يمكن أن تفسّر ذلك، وهي: [5][6]

  • احتواء دخان التبغ على بعض المواد المُسرطنة والتي يمكن أن تسبّب تلف الحمض النووي، مما يساهم بعد ذلك في تطوّر سرطان عنق الرحم.
  • تسبّب التعرض للنيكوتين المتواجد في الدخان على المدى الطويل ببعض التأثيرات الفسيولوجية التي يُمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، مثل: زيادة تكاثر الخلايا وتثبيط موت الخلايا المبرمج، وهي العملية المسؤولة عن الموت الطبيعي للخلايا.
  • تسبّب الدخان بتثبيط الاستجابة المناعية لفيروس الورم الحليمي البشري، حيث يكون لدى الأفراد الذين يدخنون عدد أقل من خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى، مما يُمكن أن يجعل الجهاز المناعي أقل قدرة على حماية الجسم من فيروس الورم الحليمي البشري.

حبوب منع الحمل

إنّ استخدام حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين وهرمون البروجستيرون لفترة زمنية طويلة تتجاوز 5 سنوات يمكن أن يزيد من خطر إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم. وعادةً ما يزداد هذا الخطر بشكل أكبر مع ازدياد فترة استخدام حبوب منع الحمل. لكن، وبنفس الوقت، إنّ هذا الخطر المتزايد يبدأ بالانخفاض مع مرور الوقت بمجرّد توقف المرأة عن تناول حبوب منع الحمل. [4][6]

ويُمكن أن يعود الرابط ما بين حبوب منع الحمل وسرطان عنق الرحم إلى احتمالية تسبّب هذه الحبوب بتغير خلايا عنق الرحم بطريقة ما تجعلها أكثر عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. [6]

ضعف الجهاز المناعي

يتسبّب ضعف جهاز المناعة بزيادة خطر الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم، وتشمل الحالات التي يحدث فيها ضعف الجهاز المناعي، وبالتالي تعتبر من عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو مرض الإيدز وتناول الأدوية التي تقلل من استجابة الجهاز المناعي، أهمها الأدوية المستخدمة لدى النساء اللاتي يخضعن لعملية زراعة الأعضاء.

خالتي عمرها ٤٥سنة فجأة عانت من ألم في الثدي الأيمن تم تصوير بالإيكو وصورة ماموغرافي فتبين ان هناك كتلة متكلسة قطرها ٣،٥سم وأنها متشابكة مع العروق اللبنية وتم اجراء خزعة و انتيجة انها خبيثة كم جرعة كيماوي ستحتاج اذا كانت في بداية المرض وهل من الممكن عدم إجراء عملية استئصال والاعتماد فقط على الجرعات

الحمل عدّة مرات أو بعمر صغير

تتضمّن عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم أيضًا حدوث الحمل عند المرأة ثلاث مرات أو أكثر، ويمكن أن يعود السبّب في ذلك إلى أنّ الحمل يزيد من خطر الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، وذلك نتيجةً للتغيرات الهرمونية وضعف جهاز المناعة أثناء هذه الفترة الحسّاسة من حياة كل امرأة. [5][8]

أيضًا، يمكن أن تكون النساء اللاتي حدث لديهن الحمل قبل سنّ العشرين أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم مقارنةً بالنساء اللاتي كانوا يبلغون من العمر 25 عامًا أو أكثر عندما حدث أول حمل لديهن. [8]

التاريخ العائلي

يٌمكن أن تلعب الوراثة دورًا في الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهذا ما يُمكن أن يُفسر ازدياد خطر الإصابة بهذا المرض في حال أصيبت به إحدى الإناث الأخريات من العائلة. [1][6]

ويمُكن أن يعود ذلك لوراثة بعض الجينات التي تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري أو وراثة بعض الحالات التي تعيق من محاربة الجسم لهذا الفيروس. [6][8]

عوامل أخرى

من عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم أيضًا ما يلي: [1][3][5]

  • بدء النشاط الجنسي قبل سن 18 عامًا.
  • ممارسة الجنس مع العديد من الشركاء الجنسيين.
  • ممارسة الجنس مع شريك لديه العديد من الشركاء الجنسيين أو يشارك في أنشطة جنسية عالية الخطورة.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، مثل: عدوى الكلاميديا، أو مرض السيلان، أو مرض الزهري.
  • تناول نظام غذائي لا يحتوي على الخضراوات والفواكه.
  • انخفاض الدخل الشهري وسوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

نصيحة الطبي

إنّ السبّب الرئيس من أسباب سرطان عنق الرحم هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، لكن هذا لا يعني أنّ الإصابة بهذه العدوى ستؤدي دائًما إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم. كما يُمكن أن تلعب بعض الأسباب والعوامل دورًا في زيادة خطر الإصابة بهذا السرطان، أهمها التدخين وتناول حبوب منع الحمل لفترة زمنية طويلة.

دائمًا ما يُنصح بمراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية في حال الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري أو في حال تواجد أي من عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان عنق الرحم وعلاماته المبكّرة