ينتج احمرار الجلد عن توسع الأوعية الدموية في الجلد أو الوجه، وازدياد تدفق الدم نحوه، مما يسبب تغير لون الجلد إلى الوردي أو الأحمر الفاتح. تعرف في هذا المقال إلى أسباب احمرار الجلد المختلفة، الشائعة منها وغير الشائعة، وعلاج احمرار الجلد لكل سبب على حدى.
يحدث احمرار الجلد نتيجة للعديد من الأسباب المرتبطة إما بأمراض فسيولوجية، أو سلوكيات وممارسات خاطئة. إليك فيما يلي أبرز أسباب احمرار الجلد المختلفة، وعلاج احمرار الجلد المرتبط بكل منها.
احمرار الجلد الناتج عن التهاب الجلد الدهني
من أسباب احمرار الجلد الشائعة التهاب الجلد الدهني أو الإكزيما الدهنية، وهي حالة تصيب الجلد وتسبب ظهور بقع باللون الأحمر مصحوبة بقشور بيضاء، وقد تظهر هذه البقع على الوجه، أوفروة الرأس، أو الأجزاء العلوية من الجسم.
يمكن علاج احمرار الجلد في حالة التهاب الجلد الدهني من خلال الحفاظ على نظافة الجلد وفروة الرأس أولاً، وذلك لمنع تراكم الدهون والتهاب الجلد. كما تساعد بعض مضادات الفطريات على علاج احمرار الجلد في هذه الحالة، مثل أدوية الأزول، والسيلينيوم سلفايد، وبيريثيون الزنك. وقد يلجأ بعض الأطباء لاستخدام مراهم الكورتيزون في الحالات المتقدمة من التهاب الجلد الدهني.
احمرار الجلد الناتج عن الوردية
تعتبر الوردية من أكثر أسباب احمرار الجلد وضوحاً، وغالباً ما تبدأ الوردية بميل لون الجلد إلى الاحمرار، ومع تقدم الحالة، يمكن ملاحظة المزيد من الاحمرار على الوجه، وقد يستمر لفترة أطول أو يتلاشى بشكل كامل.
يستخدم البريموندين، والأوكسيميتازولين مرتين يومياً لعلاج احمرار الجلد الناتج عن الوردية، وذلك من خلال قبض الأوعية الدموية بشكل مؤقت، ولمدة 12 ساعة تقريباً.
وتساعد بعض الأدوية الأخرى مثل الميترونيدازول، وحمض الأزيليك، والإيفرميكتين على علاج احمرار الجلد في حالات الوردية الخفيفة، إلا أنها تأخذ وقتاً أطول يمتد لأسابيع لتحسين مظهر الجلد.
احمرار الجلد الناتج عن تهيج الجلد أو الحساسية
من أبرز أسباب احمرار الجلد حالة تسمى التهاب الجلد التماسي، والتي تحدث عندما يلامس الجلد شيء أو جسم غريب، ومن ثم يسبب رد فعل تحسسي، مثل الصابون المصنوع من المواد الكيميائية المهيجة، أو مستحضرات التجميل المختلفة، أو العطور.
إن أفضل علاج لالتهاب الجلد التماسي هو التوقف عن استخدام المواد المهيجة للبشرة، أو استخدام القفازات ومعدات الوقاية الشخصية عند استخدامها.
كما يمكن علاج احمرار الجلد الناتج عن الحساسية من خلال استخدام بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل:
- كريم الهيدروكورتيزون.
- دهون الكالاماين.
- مضادات الهيستامين.
للمزيد: علاج حساسية الجلد والحكة
احمرار الجلد الناتج عن رد فعل تحسسي للدواء
من أسباب احمرار الجلد الشائعة بين الناس هو تكون رد فعل في الجسم تجاه دواء ما، حيث تتسبب بعض الأدوية بالإصابة برد فعل تحسسي عند تناولها أو وضعها على الجسم، الأمر الذي ينتهي بالإصابة بالطفح الجلدي واحمرار الجلد. علاوة على ذلك، يمكن لبعض الأدوية، مثل الكورتيزون، أن تسبب رد فعل يشبه حروق الشمس عند قضاء وقت طويل في الهواء خلال النهار، حيث يتفاعل الكورتيزون مع الجلد ويسبب الاحمرار.
تساعد بعض الأدوية على علاج احمرار الجلد والطفح الجلدي الناتج عن رد الفعل التحسسي تجاه الدواء، مثل:
- مضادات الهيستامين.
- الكورتيزون.
- الكمادات الباردة.
إن ظهور أي أعراض أخرى تشكل خطراً على صحة حياة المريض يتطلب الاتصال بالطوارئ على الفور.
احمرار الجلد الناتج عن التهاب الجلد التأتبي
لعل أكثر أسباب احمرار الجلد شيوعاً هو احمرار الجلد الناتج عن التهاب الجلد التأتبي، المعروف بالإكزيما، حيث تسبب الإكزيما ظهور طفح جلدي بصورة مفاجئة، يرافقه شعور بالحكة، والجفاف الشديد، والقشور.
لعلاج احمرار الجلد والحكة المرتبطة بالإكزيما، يصف الأطباء عادة مراهم الكورتيزون، أو الأدوية المثبطة للمناعة مثل مرهم تاكروليمس، أو بيميكروليمس في الحالات المتقدمة من المرض.
احمرار الجلد الناتج عن الصدفية
من أسباب احمرار الجلد أيضاً الصدفية، وهي حالة تسرع من دورة حياة خلايا الجلد الطبيعية، حيث تتجدد خلايا الجلد فيها في غضون أيام قليلة بدلاً من أسابيع، وعندما تتراكم هذه الخلايا على سطح الجلد، تسبب ظهور بقع حمراء مرتفعة ومتقشرة.
لا يمكن علاج الصدفية بشكل تام، ولكن قد تساعد بعض العلاجات في تخفيف أعراض الاحمرار، والتقشر، والجفاف.
ولعلاج احمرار الجلد المرتبط بالصدفية، يمكن استخدام الأدوية التالية تحت إشراف الطبيب:
- المرطبات.
- كريمات ومراهم الكورتيزون.
- كريم مشتقات فيتامين د، والذي يساعد على استعادة دورة الحياة الطبيعية للخلايا.
- مثبطات الكالسينيورين (بالإنجليزية: Calcineurin Inhibitors).
- القطران.
- الديثرانول.
اقرأ أيضاً: علاج الصدفية بالأعشاب
احمرار الجلد الناتج عن التعرض لأشعة الشمس
من أسباب احمرار الجلد المعروفة التعرض المستمر لأشعة الشمس، ففي حالة عدم حماية البشرة من أشعة الشمس، يمكن أن تسبب أضرار عديدة للبشرة، مثل الإصابة بضربة شمس، وعلى مدار سنوات يتراكم هذا الضرر، مما يؤدي إلى ظهور الأوردة العنكبوتية على الوجه المصحوب بالاحمرار.
ولعلاج احمرار الجلد الناتج عن التعرض لأشعة الشمس، ينصح بالقيام بما يلي:
- غسل الوجه والجلد بالماء البارد.
- ترطيب الجلد والبشرة بالمرطب المناسب مرتين في اليوم.
- الحرص على شرب كمية كافية من الماء.
- وضع واقي الشمس المناسب وتجديده كل ساعتين على الأقل.
احمرار الجلد الناتج عن الهربس النطاقي
من أسباب احمرار الجلد الشائعة أيضاً ما يعرف بالهربس النطاقي، وهو عبارة عن طفح جلدي متقرح ومؤلم، ويمكن أن يظهر في أي مكان بالجلد بما في ذلك الوجه.
ولعلاج احمرار الجلد المرتبط بالهربس النطاقي يمكن استخدام ما يلي:
- كمادات من محلول ملحي معقم، أو محلول بيرو.
- كريم الاسيكلوفير.
- مرهم الليدوكايين.
- كريم الكابسيسين.
- البريدنيزولون.
احمرار الجلد الناتج عن الذئبة
تعتبر الذئبة أحد أمراض المناعة الذاتية وأحد أسباب احمرار الجلد، فعندما يصاب شخص ما بمرض الذئبة، يمكن لجهاز المناعة مهاجمة الأعضاء المختلفة، مما يتسبب في احمرار وتورم الجلد بما في ذلك الوجه.
ويحتاج علاج الذئبة إلى وضع خطة علاجية متكاملة، حيث يمكن علاج احمرار الجلد المرتبط بالذئبة من خلال الأدوية التالية:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسيتيل ساليسيلك أسيد.
- مضادات الملاريا مثل هيدروكسي كلوروكوين.
- الستيرويدات القشرية.
للمزيد: علاج الذئبة الحمراء بالأعشاب الطبيعية
احمرار الجلد الناتج عن لدغات الحشرات
تعتبر لدغات الحشرات واحدة من أسباب احمرار الجلد، وغالباً ما تكون مصحوبة بحكة وألم في مكان اللدغة، بالإضافة إلى تورمها، والشعور بسخونة في المنطقة المصابة.
عادة ما تتلاشى أعراض لدغات الحشرات البسيطة بمفردها، ولكن هناك بعض أنواع اللدغات التي تحتاج إلى علاج، ولذلك يجب استشارة الطبيب في حالة استمرار الأعراض.
ويمكن علاج احمرار الجلد المرتبط بلدغات الحشرات في المنزل بالطريقة التالية:
- إزالة شعر أو دبوس الحشرة.
- غسل المنطقة المصابة بالماء الجاري والصابون.
- وضع كمادات باردة أو قطعة من الثلج لمنع التورم، ولمدة 10 دقائق.
- رفع الجزء المصاب للأعلى.
- تجنب حك المنطقة المصابة.
- الامتناع عن استخدام أي منتجات أخرى، سواء الخل، أو بيكربونات الصودا، أو غيرها.
احمرار الجلد الناتج عن الطفح الحراري
يحدث الطفح الحراري نتيجة مزيج من ارتفاع الحرارة في الجو، والعرق، والاحتكاك، وينتج عن انسداد الغدد العرقية واحتباس الحرارة بداخل الجسم.
يعتبر الطفح الحراري واحداً من أسباب احمرار الجلد، حيث تزداد فرص الإصابة به في منطقة أسفل الإبط أو بين الفخذين، وقد يصاحبها نتوءات صغيرة ممتلئة بالسوائل على سطح الجلد، وتسبب الشعور بألم.
ولتفادي حدوث الطفح الحراري يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية والحفاظ على جفاف المنطقة لحمايتها من البكتيريا التي تسبب الالتهاب.
احمرار الجلد الناتج عن الهبات الساخنة
تعد الهبات الساخنة واحدة من أعراض انقطاع الطمث الأكثر شيوعاً بين السيدات، وتنتج عن تغير مستويات الهرمونات لدى المرأة، مما يؤثر على تدفق الدم في مختلف أنحاء الجسم وبشكل طبيعي. تظهر الهبات الساخنة على هيئة نوبات من السخونة وشعور مفاجئ ومكثف بالحرارة.
تعتبر الهبات الساخنة من أسباب احمرار الجلد لدى العديد من السيدات، حيث يمكن أن ينتشر هذا الاحمرار في أجزاء مختلفة من الجسم، وخاصة الوجه.
ولعلاج احمرار الجلد المرتبط بالهبات الساخنة يمكن القيام بما يلي:
- الحفاظ على رطوبة الجلد.
- أخذ حمام فاتر مرة واحدة أو أكثر يومياً.
- شرب السوائل بكمية كافية لمنع الإصابة بالجفاف.
يصف بعض الأطباء أنواع مختلفة من الأدوية والعلاجات التي تخفف من وتيرة الهبات الساخنة، مثل العلاج بالهرمونات، أو بالجابابنتين، أو فيتامين ب.
للمزيد: تاثير الهبات الساخنة الصحية والنفسية
احمرار الجلد الناتج عن اضطرابات الغدد الصماء
تعرف اضطرابات الغدد الصماء بشكل عام على أنها وجود خلل ما في الغدد يدفعها لإفراز كمية كبيرة جداً أو قليلة جداً من الهرمون، مما يعطل اتصاله الداخلي. تؤدي هذه التغيرات الهرمونية إلى حدوث مجموعة واسعة من الأعراض، منها احمرار الجلد، وذلك نتيجة لاتساع الأوعية الدموية فيه.
وتعتبر متلازمة كوشينغأحد اضطرابات الغدد الصماء التي تؤدي إلى إفراز الجسم للكثير من الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، حيث يعتبر واحداً من أسباب احمرار الجلد في هذه الحالة.
يختلف علاج احمرار الجلد المرتبط باضطرابات الغدد الصماء حسب نوع الاضطراب الموجود، فمثلاً في متلازمة كوشينغ، يلجأ الأطباء لمعالجة الورم المفرز للكورتيزول جراحياً، أو بالعلاج الكيماوي، أو بالعلاج الإشعاعي.