هل يمكن لبعض الأطعمة أن تقلل هرمون الاستروجين عند

يوجد هرمون الاستروجين وهرمون التستوستيرون بشكل طبيعي في جسم كل من الذكر والأنثى، فعلى الرغم من كون الاستروجين معروف بهرمون النساء، إلا أنه يلعب دوراً مهماً في في جسم الرجل، حيث يرتبط الاستروجين عند الرجل بتأثيره على الرغبة الجنسية،

ويدخل في صناعة ونمو الحيوانات المنوية، كما أنه مهم في حدوث الانتصاب، إضافة إلى أهميته في المحافظة على الصحة النفسية والمزاج الإيجابي. كل ذلك يحدث بشكل سليم عندما يكون مستوى هرمون الاستروجين ضمن المستويات الطبيعية في جسم الرجل.

ارتفاع هرمون الاستروجين عند الرجل بشكل كبير يتسبب في عدد من المشكلات الصحية، ولكن من الجدير بالذكر أن ارتفاع هرمون الاستروجين لا يرتبط بانخفاض هرمون التستوستيرون الذكري. كلاهما يتحدد مستواه في الجسم بشكل منفصل. بالإضافة إلى أنه من الطبيعي معرفة أن مستوى هرمون الاستروجين أعلى في جسم النساء، في المقابل مستوى هرمون التستوستيرون أعلى عند الرجال.

كيفية تكوّن هرمون الاستروجين عند الرجل

تختلف طريقة تكون الاستروجين عند الرجال، مقارنة بتكون هرمون الاستروجين بشكل رئيسي داخل المبيض عند الأنثى، يُصنع فقط 20% من الاستروجين عند الرجل في خلايا لايديغ في الخصية. حيث يتكون الاستروجين نتيجة تحول التستوستيرون تحت تأثير إنزيم يسمى الأروماتيز، هذه العملية تؤدي إلى إنتاج الاستروجين عند الرجل.

المصدر الرئيسي للاستروجين في الرجال هو الأنسجة الدهنية والدماغ. كما يتم إنتاج الاستروجين أيضا في كل من الغدة الكظرية، والكبد، والغدد الثديية، والغدد التناسلية الذكرية. ويمكننا إدراك أهمية هرمون الاستروجين في جسم الرجل، من خلال ملاحظة أن مقدار الإنتاج اليومي ومستوى الاستروجين في الدم لدى الرجال أعلى منه لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وذلك لما له من وظائف أساسية في التطور الجنسي لدى الرجل، وفي صحة القلب، والدماغ، والعظام.

مشكلة زيادة الاستروجين عند الرجل

وجود الاستروجين في جسم الرجل ضمن المستوى الطبيعي مهم جدا للصحة الانجابية، والجنسية، والجسدية، والنفسية. لكن ارتفاعه بشكل كبير يعرض الرجل للمشكلات الصحية التالية:

• ضعف الانتصاب. للمزيد: كيف تتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب؟
• انخفاض الرغبة الجنسية.
• التثدي، زيادة حجم الثدي.
• مشاكل في القلب والدورة الدموية.
• مشاكل في البروستات.
• زيادة الوزن وانخفاض الكتلة العضلية، تحديدا زيادة الوزن تجعل المريض يدخل في دائرة مفرغة ما بين زيادة الوزن، وبالتالي زيادة الدهون في الجسم، هذه الدهون التي توفر المصدر الرئيسي لإنتاج الاستروجين، وارتفاع الاستروجين يزيد من كتلة الدهون ويقلل العضلات. يتجاوز المريض هذه المشكلة بالتخلص من الوزن الزائد بأسرع وقت.
• الإحساس بالتعب والإرهاق، وفقدان الطاقة.
• زيادة احتمالية حدوث جلطات.
• ضعف الخصوبة، إذ يدخل الاستروجين في عملية تكوين الحيوانات المنوية، لذلك ارتفاعه بشكل كبير أو انخفاضه يؤثر على جودة وعدد الحيوانات المنوية، وبالتالي يؤثر على القدرة الإنجابية وانخفاض الحيوانات المنوية.

للمزيد: نقص هرمون الإستروجين

أسباب زيادة الاستروجين عند الرجال

ينخفض ويرتفع هرمون الاستروجين عند الرجل خلال مراحله العمرية المختلفة مثله مثل بقية الهرمونات، فمثلاً أثبتت الدراسات أن مستوى هرمون التستوستيرون ينخفض بنسبة 1% كل عام بعد عمر الثلاثين عاماً. تغير مستوى الهرمونات أمر طبيعي، ولكن وصولها إلى حدود مفرطة من الزيادة أو النقصان هو الذي يتسبب بظهور الأعراض والمشكلات.

تناول الأدوية، أو القيام بأحد الإجراءات الطبية، أو التوتر، أو زيادة الوزن، جميعها تزيد على مستوى الاستروجين في الجسم، أيضا يتأثر مستوى الاستروجين بما يتناوله الشخص، ولكن لا يمكن تحديد نوع غذاء واحد يسبب زيادة أو نقصان مبالغ فيه على أي نوع من الهرمونات. وبسبب تأثير الغذاء على الهرمونات بشكل خاص وصحة الجسم بشكل عام، وجدت بعض الدراسات إمكانية تأثير بعض الأطعمة على خفض مستوى الاستروجين العالي عند الرجل.

الأطعمة التي تقلل هرمون الاستروجين عند الرجل

انتشرت مؤخرا العديد من المقالات التي تحتوي على معلومات تشير إلى إمكانية خفض مستوى الاستروجين عند الرجال من خلال الطعام، تعتمد هذه المعلومات على دراسات تمت على الحيوانات فقط. لذلك يمكن أن يؤدي تناول هذه الأطعمة لخفض الاستروجين، لكن من المحتمل أن لا تعالج هذه الأطعمة الأعراض التي تنتج بسبب ارتفاع الاستروجين.

تعتبر الأغذية الطبيعية مصدرا معقدا وغنيا جدا بالعناصر المهمة، الإكثار من تناول المواد التي سيتم ذكرها يعتبر مفيدا للصحة، ويمكن أن يستشير المريض طبيبه الخاص بإضافة هذه المواد إلى نظامه الغذائي كحل مساعد لخفض الاستروجين.

• منتجات الصويا، تعتبر غنية بالاستروجين النباتي المسمى بـ الفيتواستروجين (بالانجليزية: Phytoestrogens)، تشير بعض الدراسات إلى أن هذا النوع من الهرمون النباتي يعتبر أضعف من الهرمون الذي يصنع في جسم الإنسان، ولكن عند دخول الاستروجين النباتي إلى جسم الإنسان فإنه يعيق عمل الاستروجين الموجود أصلا. عملية إعاقة عمل الاستروجين الموجود أصلا في الجسم ومعاكسة مفعوله ترتبط بتقليل المخاطر المرتبطة بارتفاع الاستروجين في الجسم.
• الخضروات الخضراء الورقية، مثل البروكلي، والكرنب، والملفوف، جميعها غنية بـ الفيتواستروجين، والايسوفلافون، وهي مواد تعمل على منع أو تقليل تحول التيستوستيرون الى استروجين. وبالتالي يقل مستوى الاستروجين في الجسم.
• الفطر، أيضا يعمل على تقليل تحول التيستوستيرون الى استروجين.
• الكركم، يمتلك خاصية فريدة كمادة مضادة للالتهاب، إلى جانب قدرته على عكس تأثير الاستروجين حين ارتفاعه بشكل غير طبيعي في الجسم، أيضا يدعم الكركم عمل الكبد ويعزز وظيفته في التخلص من المواد السامة وتنقية الدم منها.
• جذور نبات القراص البري، وأوراق نبات القراص غالباً ما تستخدم لصنع أدوية البروستات، حيث يحتوي القراص على مركبات تعمل مثبطات طبيعية للاستروجين. و تناول نبات القراص كمكمل غذائي يمكن أن ينظم إنتاج هرمون الاستروجين.
• العنب الأحمر، وبذور العنب الأحمر تعتبر من أغنى العناصر الغذائية بالمواد التي تمنع تكون الاستروجين.
• الحبوب الكاملة، مثل الشوفان، والقمح.
• الشاي الأخضر، يملك تأثيرا مثبطا يمنع تكون الاستروجين، كمان أنه يحمي من الإصابة بأمراض القلب.
• نبات الماكا، يمكن أن يوجد على شكل شاي الماكا وهو يعتبر معزز القدرة الانجابية عند الرجال، ومثبط للاستروجين ولكن لا توجد دراسات كافية لدعم فوائده.
• الرمان، غني بمضادات الأكسدة، والمواد المثبطة للاستروجين.

إضافة إلى كل ما سبق من المهم تجنب شرب الكحول، وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى فقدان الوزن الزائد. جميع هذه الأمور تساعد الجسم على إستعادة توازنه، ولكن في حالات أخرى لا يكون ذلك كافيا ويحتاج المريض لأخذ علاجات دوائية لخفض الاستروجين المرتفع، ويمكن إضافة العناصر الغذائية إلى الخطة العلاجية لجعل العلاج متكامل.

المضاعفات المرافقة لارتفاع الاستروجين

يمكن أن يرتفع مستوى الاستروجين عند الرجال أو النساء لأسباب مختلفة، الارتفاع الحاد يرتبط بشكل كبير، بزيادة احتمالية للإصابة بجلطات قلبية، إضافة إلى ذلك يرتبط ارتفاع الاستروجين بكل من:

• زيادة تجلطات الدم.
• أمراض الغدد الدرقية.
• الجلطات الدماغية.
• سرطان الثدي.
• سرطان البروستات.
• الاكتئاب.
• زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.