إن مستخدمي الحاسوب بشكل مستمر يقومون بعشرات الى مئات الألوف ضغطة على لوحة مفاتيح الحاسوب كل يوم، وهذا الاستخدام وما يرافقه من وضعيات خاطئة خلال الجلوس وتكرار حركات معينة والاجهاد العضلي قد يسبب مشاكل في العضلات والاوتار والاربطة والاعصاب.
إذا كان الشخص يستخدم جهاز الحاسوب بشكل مفرط في اليوم فيفضل ان يستعين بخبراء لتحسين وضعيات الجلوس في مناطق العمل والمنزل والاستعانة بأساليب للحد من تطور خطر إصابات اليد و الذراع والكتف والرقبة والظهر.
الاستخدام المتكرر يؤدي الى الإصابات المتكررة والتي قد تتطور وتزداد مع مرور الوقت، ويمكن أن تتطور بشكل سريع إذا كان الشخص يقضي ساعات طويلة وهو جالس أمام جهاز الحاسوب في المنزل، وكذلك في العمل.
الأعراض الناتجة عن استخدام الحاسوب:
يمكن أن تشمل الأعراض الخدر في الأصابع والآم في الرسغين، آلام أسفل الظهر، أو إجهاد العين (الاحمرار، الجفاف، الوجع، وعدم وضوح الرؤية المؤقتة، والصداع).
قد يحصل أيضاً أوجاع وآلام عامة في الرقبة والكتفين والذراعين والظهر والفخذين، وأسفل الساقين أو استمرار الألم وعدم الراحة في العضلات والأوتار والأنسجة اللينة الأخرى وهذه كلها تقع تحت عنوان الإصابات الناتجة عن الإجهادات المتكررة.
الوقاية من الإصابات:
بعض الإرشادات للحد من خطر الإستخدام الزائد للحاسوب:
• الاستخدام الصحيح للجهاز في منطقة العمل.
• الجلوس بوضعية سليمة عند استخدام لوحة المفاتيح واتباع ارشادات الجهاز.
• والأهم من ذلك أخذ فترات راحة متكررة.
ألاماكن المخصصة للعمل
إن الأشخاص يكونون أكثر إنتاجية وكفاءة في منطقة العمل التي تناسب أحجام أجسامهم، ومنطقة العمل المثالية التي تتيح للشخص العمل بوضعيات جسمه الطبيعية قد تقلل الخطر على الجسم، ومناطق العمل الغير ملائمة مع جسم الانسان قد تجبر الأفراد لإتخاذ وضعيات غير مريحة مثل الإنحناء بشكل أكبر للأمام أو التراخي أو الإجهاد أو الإلتواء.
أن العمل لفترات طويلة من الزمن في وضعيات غير طبيعية وسليمة قد تكون ذات صلة بإصابات العضلات والعظام، ويشير الخبراء إلى أن هذه المشاكل تكون في بعض أماكن العمل وقد تشمل وضع المقعد بإرتفاع خاطئ لا يناسب الشخص أو حجمه غير مناسب أولا يدعم الظهر أو ارتفاعه غير متناسب مع أسطح المكاتب أو لوحة المفاتيح والشاشة.
الكرسي المناسب:
يجد كثير من الناس أن الكرسي الجيد هو الكرسي الذي يناسب أجسامهم، ويجب اختيار الكرسي الذي يعدل بسهولة وثابت بالنسبة للطول، واختيار كرسي مع مسند ظهر يدعم إنحناءات أسفل الظهر، والجلوس بوضعية مريحة في الكرسي عند العمل على جهاز الحاسوب.
يجب النظر إلى وضعية الفخدين فيجب أن يكونوا بشكل أفقي مع الركبتين على نفس مستوى الوركين، ووضع القدمين بشكل مريح على الأرض أو على مسند للقدمين إذا كان هناك حاجة.
بعض الإرشادات للكرسي المناسب:
• دعم الساعدين بمساند قابلة للتعديل ويكون المرفقين بالقرب من الخصر.
• الحصول على مقعد مبطن بإنخفاض بوصة واحدة على الأقل أعرض من الوركين والفخذين.
• أن يكون مائل قليلاً إلى أسفل والسماح بمقدار ما يقارب 2-3 إصابع مسافة بين وسادة المقعد والجزء الخلفي من الركبتين عند الجلوس.
أسطح العمل:
العديد من الناس قد يكون أكثر راحة عندما يكون ارتفاع المكاتب على مستوى الكوع عند الجلوس، ويجب أن يكون هناك مساحة كافية تحت سطح المكتب لتتلائم بشكل مريح مع الركبتين والفخذين.
يجب أن يكون ارتفاع السطح الذي يحمل لوحة المفاتيح والفأرة أو كرة التتبع حوالي 1 إلى 2 بوصة أعلى من الفخدين، ويكون مركز لوحة المفاتيح أمام الجسم.
ويشير الخبراء أنه عند وضع لوحة المفاتيح بشكل صحيح فإن:
• المرافق تبقى بالقرب من الجسم في زاوية مفتوحة للسماح لأسفل الذراعين واليدين بالدوران.
• تكون الذراع تقريباً عامودية بالنسبة للأرض.
• يكون المعصم على سطح المكتب بشكل أفقي.
قد يكون الشخص أكثر راحة إذا كان يستخدم يده وليس فقط رسغه لتحريك الفأرة، ويجب اختيار الفأرة التي تناسب حجم اليد بشكل مريح ومسطح قدر الإمكان للتقليل من إجهاد المعصم.
الشاشة ورصد الملفات:
إتخاذ الوضعية الصحيحة أمام الشاشة تساعد على منع إجهاد العين وتخفيف آلام الرقبة والكتف والتعب عن طريق الحفاظ على الرأس والعنق بشكل مستقيم بأكبر قدر ممكن، والبعض ينصح بأن تكون الشاشة منفصلة عن لوحة المفاتيح وأن يكون تركيز الشخص إلى الأمام مباشرة.
كيفية وضع الشاشة:
• أن يكون المسافة بين الشخص والشاشة مقدار ما يقارب 20 إلى 26 بوصة على الأقل بعيداً.
• أن يكون الجزء العلوي من الشاشة على مستوى العين حتى يستطيع الشخص أن يرى بوضوح دون النظر لأعلى.
• وضع حامل الملفات بين الشاشة ولوحة المفاتيح أو بجوار الشاشة لتجنب التواء الرقبة لرؤية الملفات.
إرشادات إضافية في منطقة العمل:
• تحديد منطقة العمل بعيداً عن أي مصادر وهج مثل النوافذ.
• تنظيم وترتيب منطقة العمل حتى تكون الأدوات التي يحتاجها الشخص في متناول اليد.
• من المفيد في بعض الأحيان استخدام سماعة للرأس إذا كان الشخص يتحدث على الهاتف ويطبع في نفس الوقت.
الوضعية ولوحة المفاتيح:
عند استخدام الأدوات في منطقة العمل بشكل سليم فإن الشخص يجلس على الكمبيوتر في وضعية طبيعية ومسترخية تساعد على تقليل حدوث وتطور مخاطر إصابات العضلات والعظام:
• العمود الفقري: الذنين تتوافق مع أعلى الكتفين، والكتفين في خط مع الوركين.
• الأكتاف: أعلى الذراعين معلقين بإسترخاء وعلى مقربة من الجسم.
• المعصمين: اليدين في خطوط مستقيمة مع ذراعين منخفضين.
الضغط على لوحة المفاتيح:
• الحفاظ على الأصابع مسترخية أثناء الطباعة واستخدام الفأرة.
•الضغط على المفاتيح بضربات خفيفة بدلاً من الضغط بقوة لا لزوم لها.
• امساك الفأرة بلطف.
• تجنب إمساك قلم أو أي شيء آخر في اليدين أثناء الطباعة أو استخدام الفأرة.
• إرخاء اليدين و الأصابع بين ضعطات الطباعة أو استخدام الفأرة وأن يكون المعصم مستقيمياً.
نصائح إضافية:
• عدم إراحة المرفقين على الأسطح الصلبة.
• إراحة العينين من خلال التركيز على الأشياء البعيدة.
تكرار فترات الراحة:
إن الجسم غير معتاد على الجلوس لفترات طويلة حتى بالوضعية السليمة، وبعض الأفراد يجدون أن استخدام الحاسوب لفترة طويلة ومكثفة يمكن أن يسبب عدم الراحة لذا يجب إراحة الجسم بفترات معينة وتغيير وضعية الجلوس أحياناً، والوقوف أو التمدد كلما بدأ الشخص في الشعور بالتعب اعتماداً على نوع العمل والبيئة يجب أن يأخذ الشخص قسطاً من الراحة.
يمكن لتدريبات المط الأساسية أن تساعد في الحفاظ على مرونة المفاصل والعضلات التي يتم إستخدامها عند الجلوس امام جهاز الحاسوب، وهذه بعض الأمثلة:
• بشكل عام : الوقوف ومد الذراعين فوق الرأس.
• الرقبة : إدارة الرأس إلى جانب واحد (الأذن إلى الكتف) مع الإستمرار ثم الاسترخاء ثم التكرار على الجانب الآخر.
• الأكتاف: رفع الكتفين ببطء حتى تصل إلى الأذنين والبقاء لفترة قصيرة.
• المعصم : مد الذراع مباشرة إلى الأمام ثم سحب اليد إلى الوراء إلى الجهة الأخرى، ثم إنزالها إلى الأسفل مع البقاء لفترة ثم إرخائها مع تكرارها من الجهة الأخرى.
الحواسيب المحمولة:
قد يجد بعض الأفراد تصميم الحاسوب المحمول هو مشكلة بحد ذاته لأن الشاشة ولوحة المفاتيح ليست في أماكن منفصلة، وعند استخدام جهاز الحاسوب المحمول فإن الرأس أو الرقبة قد ينحنيان لرؤية الشاشة، أو قد تكون اليدين والمعصمين في وضعية خاطئة على لوحة المفاتيح، إذا كان الشخص يستخدم جهاز الحاسوب المحمول في كثير من الأحيان فإنه إما أن يقوم بشراء شاشة خارجية أو لوحة مفاتيح خارجية لتحسين وضعية الجلوس، إذا كان الشخص يستخدم جهاز الحاسوب المحمول أحياناً قد يجد أن وضع الجهاز على قدميه لتكون وضعية الرسغ أكثر حيادية هو الأكثر راحة.
ما هي الوضعية الصحيحة ؟
الوضعية الصحيحة تعني ان يكون الجسم في وضعية تكون فيها الظهر والمفاصل في وضع طبيعي ولا يكون هناك ضغط على تدفق الدم والتنفس، الوضعية الخاطئة في الجلوس اما ان تكون الجلوس المتراخي او وضع الرقبة الى الامام او الى الجانب او وضع ضغط او وزن على منطقة معينة من الجسم.
فوائد الوضعية الصحيحة:
من اخطر عواقب الوضعية الخاطئة هي مشاكل الرقبة والظهر ولا يقتصر تأثيرها على عملك فحسب ولكن ايضاً على جميع اساليب حياتك، الوضعية الصحيحة تقلل بشكل كبير من مشاكل الظهر والرقبة.
وقد تقلل من الضغط على المفاصل، ويمكن للتمزق والتآكل في المفاصل ان يؤدي إلى تطور المشاكل مثل التهاب المفاصل لذا فإن الوضعية الصحيحة قد تؤدي الى تخفيف هذه المشاكل.
على سبيل المثال جلوس الفرد بوضعية غير طبيعية او غير صحية قد يشكل ضغط زائد على بعض العضلات او الاوتار لذا فإن الوضعية الصحيحة قد تؤدي الى الحد من تطور هذه المشاكل.
الوضعية الخاطئة قد تؤثر سلباً على تدفق الدم والدورة الدموية وتوزيع الهواء، والذي يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الأخرى، الوضعية الصحيحة تضمن بقاء الدورة الدموية سليمة مما يوفر للشخص المزيد من الطاقة خلال فترة العمل والعيش بصحة لفترة اطول.
بصفة عامة فإن الوضعية الصحيحة تجعل الشخص اكثر صحية وحيوية، و هذا يخلق عدد لا يحصى من المزايا الأخرى.