الرحم ذو القرنين (بالإنجليزية: Bicornuate Uterus) هو عيب خلقي تولد به المرأة، يكون فيه الرحم على شكل قلب، ويحتوي على تجويفين مثل القرنين، بينما يحتوي الرحم الطبيعي على تجويف واحد فقط.
تعد عيوب الرحم الخلقية نادرة نسبياً، حوالي 3% من النساء يولدن بعيب في حجم، أو شكل، أو بنية الرحم، والرحم ذو القرنين هو أحد أكثر أنواع عيوب الرحم الخلقية شيوعاً، وتشير بعض الأدلة إلى أن المشكلات مثل الإجهاض، والولادة المبكرة تكون أكثر احتمالاً في حالات الرحم ذو القرنين والحمل، على الرغم من ذلك لا يستبعد نجاح الحمل والولادة الطبيعية.
لمعرفة المزيد حول الرحم ذو القرنين والحمل، وللإجابة على كثير من التساؤلات التي قد تراود صاحبات هذه الحالة الخلقية مثل "هل الرحم ذو القرنين يمنع الحمل" أو "هل الرحم ذو القرنين يقتل الجنين"، إلى جانب كيف يمكن أن تؤثر هذه الحالة على الحمل بشكل عام، وماذا عن الرحم ذو القرنين والحمل بتوأم؟! كل هذا وأكثر سنجيب عنه في هذا المقال، فلنتابع!
الرحم ذو القرنين والحمل
الرحم في جسم الأنثى هو العضو الذي تنمو فيه البويضة المخصبة وتتطور إلى طفل، وقد يمثل شكل الرحم دوراً هاماً عندما تحاول المرأة الحمل، وكذلك أثناء الحمل، وعند الولادة.
لا تعرف معظم النساء أن لديهن رحم ذو قرنين إلا عندما يحاولن الحمل، أو يصبحن حوامل بالفعل، فالحيض في معظم هذه الحالات يكون طبيعياً، إلا أنه يمكن اعتبار حالات الرحم ذو القرنين والحمل من حالات الحمل الحرجة، هذا يعني أنه سيتم مراقبة الحمل بشكل مستمر مع زيادة الفحوصات على صحة الطفل وتقدمه؛ لتقليل المخاطر المحتملة، وتحديد أي مشاكل في وقت مبكر.
هل الرحم ذو القرنين يمنع الحمل
لا يؤثر الرحم ذو القرنين على الخصوبة ولا يقلل من فرص المرأة في الحمل، وذلك وفقاً لبعض التقارير التي أظهرت أن وجود الرحم ذو القرنين لا يؤثر على عملية تلقيح البويضة، ولا انغراسها في بطانة الرحم.
وإذا كان التشوه طفيفاً، فهناك احتمال كبير ألا يؤثر شكل الرحم على الحمل أيضاً؛ حيث تحمل العديد من النساء المصابات بهذه الحالة إلى النهاية بأمان وينجبن طفل سليم.
تبلغ نسبة الحمل في الرحم ذو القرنين مع ولادة طفل على قيد الحياة 60%، إلا أنه يعد هذا الحمل من الحالات الحرجة التي تستلزم الرعاية؛ لما قد يصاحبه من مشاكل نتيجة هذا الاختلاف في شكل الرحم.
اقرأ أيضاً: هل تعاني من العقم أو من تأخر الحمل؟
اعراض الحمل في الرحم ذو القرنين
فيما يخص اعراض الحمل في الرحم ذو القرنين، فلم يتم ذكر أي أعراض خاصة له، وبالتالي لا تختلف كثيراً عن أعراض الحمل في الحالات الطبيعية، إلا أنه يتطلب بعض الحذر الزائد؛ لتجنب حدوث عدد من المخاطر المرتبطة بهذه الحالة، وذلك من خلال المتابعة المستمرة حتى إتمام الحمل.
مخاطر الحمل في الرحم ذو القرنين
معظم النساء اللاتي لديهن رحم ثنائي القرن لا يواجهن صعوبات إضافية في الحمل، أو في بدايته، ولكن هناك عدد من المخاطر التي يمكن أن تصاحب بعض حالات الرحم ذو القرنين والحمل، وقد تشمل ما يلي:
- تمزق الأغشية، وخروج الماء من كيس الحمل في وقت مبكر (المخاض المبكر).
- وضع الجنين المقعدي (بالإنجليزية:Breech Position) قبل الولادة.
- الإجهاض.
- الولادات المبكرة.
هل الرحم ذو القرنين يسبب اجهاض؟
في حالات الرحم ذو القرنين والحمل يزيد خطر التعرض للولادات المبكرة، والإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل، قد تكون هذه المشاكل ناتجة عن أي مما يلي:
- تقلصات في الرحم.
- انخفاض سعة الرحم، بسبب شكل الرحم غير المنتظم.
- قصور محتمل في عنق الرحم.
لا يتسبب الرحم ذو القرنين في حدوث إجهاض في الثلث الأول من الحمل، بينما يمكن أن يتسبب في حدوث إجهاض في الثلث الثاني من الحمل، وكذلك حدوث فقدان للطفل عند الولادة، خاصة إذا ولد قبل الأسبوع 24 أو 25 من الحمل؛ وقد يرجع ذلك إلى حدوث قصور في عنق الرحم، كما يمكن أن يتسبب الرحم ذو القرنين في حدوث ولادة مبكرة قبل الأوان أيضاً، عندما لا يكون لدى الجنين النامي مساحة كافية للنمو.
اقرأ أيضاً: الإجهاض أنواعه و أثاره
هل الرحم ذو القرنين يسبب تشوهات للجنين؟
تملك صاحبات الرحم ذو القرنين فرصة أكبر لولادة طفل مصاب بعيوب خلقية، قد تكون أعلى بأربع مرات من تلك التي تتعرض لها المرأة غير المصابة بهذه الحالة.
وضع الجنين في الرحم ذو القرنين
يعد شكل الرحم عنصراً هاماً لعملية الولادة؛ لأنه يؤثر على كيفية استلقاء الطفل في الرحم، قد يزيد شكل الرحم ذو القرنين من صعوبة وصول الطفل إلى الوضع المثالي للولادة؛ لذلك عادة ما يكون شكل الجنين في الرحم ذو القرنين في الوضع المقعدي أو وضع الجلوس، مما يعني أن مؤخرته أو قدميه يتوجهان إلى أسفل.
إذا انتهى الأمر بالطفل في الوضع المقعدي قبل الولادة، لا ينصح الخبراء بمحاولة تصحيح وضع الجنين في الرحم ذو القرنين، ولهذا قد يكون من الضروري إجراء عملية قيصرية.
هل الرحم ذو قرنين فى الحمل لابد ربط عنق الرحم
قد تحتاج بعض حالات الحمل في الرحم ذو القرنين إلى ربط عنق الرحم، غرزة توضع في عنق الرحم لإيقاف التوسع المبكر، يمنع هذا الإجراء الولادة المبكرة وإمكانية فقدان الحمل في وقت متأخر؛ وذلك بعد الفحص وحسب توجهات الطبيب المختص.
يمكن أيضاً استخدام جراحة رأب الرحم؛ لتصحيح الرحم ذي القرنين، والتي يتم إجراؤها عموماً عن طريق المنظار، حيث يزال أي نسيج غير طبيعي يفصل قرون الرحم، وتستخدم الغرز لتصحيح الشكل، على الرغم من أن غالبية النساء لا يحتجن إلى هذا الإجراء، إلا أنه يمكن إجراؤه لمن لديهن تاريخ من الإجهاض المتكرر، ولقد حققت 88% من الحالات التي خضعت لرأب الرحم، حالات حمل وولادات ناجحة.
إن إجراء هذه الجراحة كعلاج للعقم المرتبط مع حالات الرحم ثنائي القرن، أمر مثير للجدل في المجتمع الطبي؛ وذلك لأن معظم الأبحاث تشير إلى أن الحالة لا تؤثر على فرص الحمل لدى المرأة.
للمزيد: عملية ربط عنق الرحم
الرحم ذو القرنين والحمل بتوأم
تعد حالات الرحم ذو القرنين والحمل بتوأم حالات نادرة للغاية، إذ تشمل الحالات المثبتة فقط 12 حالة، والعديد منها حققن ولادات ناجحة لأطفال معافين.
إن إدارة الحالات التي تشمل رحم ذو القرنين وحمل التوائم تكون حسب التشخيص الفردي للحالة؛ حيث لا يوجد إرشادات موحدة لإدارة هذه الحالات ومتابعة الحمل بشكل مناسب؛ بسبب المخاطر المحتملة وندرة حدوثها، كما يمكن أن تكون طريقة الولادة في حالات الرحم ذو القرنين والحمل بتوأم إما قيصرية أو طبيعية، ومع ذلك يفضل الولادة بعملية قيصرية لتجنب المضاعفات المحتملة أثناء الولادة المهبلية.
أخيراً… على الرغم من إمكانية حدوث هذه المخاطر مع حالات الرحم ذو القرنين والحمل، إلا أن العديد من النساء المصابات بهذه الحالة يحملن دون أي مشاكل، وعند القلق من حدوث أي مضاعفات، يرجى التحدث مع الطبيب المختص لتقييم التاريخ الطبي، والمخاطر المحتملة للحالة.