يعتمد علاج الصداع العنقودي على تحسين اتباع بعض التغييرات في نمط الحياة، واستخدام العلاجات الوقائية التي غالباً ما تستخدم في علاج الصداع النصفي، لذلك يبحث العلماء باستمرار عن أدوية علاجية بإمكانها التخفيف من نوبات الصداع العنقودي وعلاجها.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن طرق علاج الصداع العنقودي بالأدوية الأكثر استخداماً وشيوعاً للتخفيف من هذه الحالة.
أدوية علاج الصداع العنقودي
يمكن تقسيم أدوية علاج الصداع العنقودي إلى مجموعتين: الأدوية علاج النوبات الحادة، والتي تعمل على الحد من النوبات بعد بدايتها، والأدوية الوقائية.
أدوية علاج الصداع العنقودي الحاد
توصف هذه الأدوية للأشخاص الذين مازالوا يعانون من نوبات الصداع العنقودي، وتهدف للحد من النوبات في بدايتها، وتشمل هذه الأدوية ما يلي:[1]
- أدوية التريبتان: يمكن استخدام أدوية التريبتان، مثل سوماتريبتان الذي يتم حقنه عند بدء النوبات العنقودية، كذلك يمكن استخدام بخاخات الأنف من زولميتريبتان للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه السوماتريبتان، ولكن قد يصاحبه بعض الآثار الجانبية، مثل الإحساس بضغط في الصدر، والدوخة، والغثيان، وجفاف الفم، كذلك يمكن أن يسبب رذاذ الأنف المستخدم تهيج الأنف، أو زيادة الحساسية للضوء، والأصوات، والروائح.
- أوكتريوتيد: وهو النسخة المصطنعة من هرمون السوماتوستاتين، وهو هرمون الدماغ المرتبط بالنمو والتواصل بين الخلايا، ويوفر هذا الدواء نتائج سريعة ضد النوبات عند حقنه، ومع ذلك قد يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل حصوات المرارة مع الاستخدام طويل المدى، والغثيان، والألم في موقع الحقن، وآلام البطن، وانتفاخ البطن، والإمساك، والتعب، والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا، والدوخة، والصداع.
- ليدوكائين: يساعد استخدام الليدوكائين كمخدر موضعي عن طريق الأنف، على التخفيف من نوبات الصداع العنقودي بشكل فعال.
- ثنائي هيدرو ارغوتامين: عادة ما يتم وصف حقن ثنائي هيدرو ارغوتامين تحت إشراف الطبيب في المستشفى أو العيادة، وقد أثبت هذا الدواء فعالية ضد نوبات الصداع العنقودي ولكنه مخصص للحالات الخطيرة فقط.
اقرأ أيضًا: علاج الصداع الشديد
أدوية علاج الصداع العنقودي الوقائية
يمكن أن يحتاج المرضى الذين يعانون من الصداع العنقودي المزمن إلى علاج وقائي مستمر، لتخفيف تكرار حدوث النوبات المستقبلية، كذلك يمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي العرضي، مع وجود نوبات يمكن التنبؤ بها، البدء في إجراءات العلاج الوقائي قبل الفترة المتوقعة لحدوث النوبة، وذلك لتقليل مدتها والحد من شدتها، وتشكل طرق علاج الصداع العنقودي بالأدوية الوقائية ما يلي:[1] [2] [3]
- فيراباميل: يعد دواء فيراباميل من الأدوية الوقائية الأساسية للصداع العنقودي، إذ يساعد تناول فيراباميل بجرعة 120 مجم 3 مرات يوميًا على تقليل نوبات الصداع لدى بعض مرضى الصداع العنقودي بنسبة 50٪ بعد أسبوع إلى أسبوعين من العلاج، ومع ذلك لا ينصح بزيادة الجرعة لتجنب حدوث الإمساك، كما أنه يمكن أن يؤثر على معدل نبضات القلب، لذلك ينصح الطبيب بمراقبة القلب باستخدام تخطيط كهربية القلب قبل البدء وبعد أسبوع تقريبًا من زيادة الجرعة.
- كربونات الليثيوم: يعد الليثيوم من أدوية علاج الصداع العنقودي العرضي والمزمن الفعالة، ولكنه قد يسبب بعض الآثار الحانبية الغير مرغوب فيها مما تجعله خيارا اقل شيوعاً لدى بعض الاشخاص، كذلك قد ينصح الطبيب بفحص تركيزات الليثيوم في الدم خلال مراحل العلاج الأولية للوقاية من السمية، وذلك من خلال فحص وظائف الكلى والغدة الدرقية قبل البدء بعلاج الليثيوم.
- توبيراميت: وهو من أحدث أدوية علاج الصداع العنقودي، والتي يمكن استخدامها أيضًا بشكل فعال لعلاج الصداع النصفي، وهو فعال بشكل كبير لكل من مرضى الصداع العنقودي العرضي والمزمن، كذلك قد يساعد تناول توبيراميت بجرعات منخفضة على إيقاف الصداع العنقودي خلال أسبوع إلى أسبوعين بعد بدء الدواء.
- ميثيرجين: يمكن أن يساعد هذا الدواء على الوقاية من الصداع العنقودي، ولكن عادة ما يقوم الأطباء بسحب علاج الميثرجين من خطة علاج المرضى بعد 3 إلى 6 أشهر، أما إذا احتاج المريض لفترة علاجية أطول باستخدام الميثرجين، فقد يتم إجراء بعض الاختبارات والفحوصات المستمرة، لتجنب المخاطر المحتملة للدواء على المدى الطويل.
- باكلوفين: يستخدم هذا الدواء كعلاج وقائي فعال لبعض الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي، حيث يتم استخدامه بجرعة منخفضة ثم زيادتها تدريجياً، كذلك يتم خفض الجرعة تدريجياً عند وقف تناوله.
- الورفارين: أظهرت إحدى التجارب التي أجريت بقسم التخدير بكلية الطب جامعة القاهرة في الفترة من نوفمبر 2006 إلى أكتوبر 2009 أن العلاج بالوارفارين أدى إلى تخفيف نوبات الصداع لدى 50% من المشاركين الذين يعانون من الصداع العنقودي المزمن خلال فترة علاج مدتها 12 أسبوعًا، حيث يساعد الوارفارين على علاج الصداع العنقودي من خلال منع تأثيرات فيتامين K على أكسيد النيتريك، وهو محفز قوي للنوبات العنقودية، ولكن لا بد من المراقبة المختبرية أثناء استخدام الوارفارين، لمنع حدوث النزيف.
- الكورتيكوستيرويدات: تساعد هذه الفئة من الأدوية على تقليل الالتهابات، مثل دواء بريدنيزون الذي يستخدم كدواء فعال وسريع المفعول في حالات الصداع العنقودي العرضي، ولكن لا ينصح باستخدام هذه الأدوية لعلاج الصداع العنقودي أكثر من عدة أيام، وذلك لتجنب آثاره الجانبية، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وإعتام عدسة العين.
- فيتامين د: قد يعاني مرضى الصداع العنقودي من انخفاض مستويات فيتامين D، لذلك يساعد تناول جرعات عالية من فيتامين د بدءًا من 50.000 وحدة دولية يوميًا على تقليل حدة الصداع العنقودي، ولكن ما زال هذا العلاج بحاجة إلى المزيد من البحث.
طرق علاج الصداع العنقودي بالأدوية الوقائية الاخرى
يمكن استخدام بعض طرق علاج الصداع العنقودي بالأدوية الوقائية الأخرى عبر الجلد للوقاية من النوبات العنقودية، وتشمل: [3]
- الكلونيدين.
- لتيزانيدين.
- الثورازين.
ولكن يجب تجربة هذه الأدوية الوقائية فقط عندما تفشل الوسائل الوقائية الأخرى المعروفة، وإذا لم يكن هناك موانع لاستخدامها.
اقرأ أيضًا: علاج الصداع بالأعشاب الطبيعية
نصيحة من الطبي
ينصح الطبي بالحصول على الاستشارة الطبية عند ظهور أعراض الصداع العنقودي، خاصة إذا تكرر التعرض للنوبات بشكل مستمر، وذلم للحصول على الدواء المناسب لحالة المريض.