تلعب الرياضة دورًا أساسيًا في تعزيز الصحة العامة للشخص بما في ذلك الجسدية والنفسية، والحفاظ على مستوى لياقته البدنية، ما يتسبب في شعوره بسعادة أعلى وتوترٍ أقل، في المقابل يمكن أن تتسبب الرياضة في حدوث أضرار وآثار جانبية أخرى تؤثر في الصحة النفسية.
وفي هذا المقال سنوضح فوائد الرياضة للصحة النفسية، وبعض الآثار الجانبية المحتملة لها. [1]
فوائد الرياضة للصحة النفسية
يذكر من فوائد الرياضة للصحة النفسية ما يلي:
تقليل مستويات التوتر والإجهاد النفسي
تقلل الرياضة من مستويات التوتر والإجهاد النفسي من خلال تأثيرها الإيجابي على مستويات السيروتونين(بالإنجليزية: Serotonin)؛ وهي مادة كيميائية تساعد على تنظيم الصحة النفسية، وتحفز الناقل العصبي نورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine) الذي يحسن المزاج. [2]
تساهم الرياضة في إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins)؛ وهو مادة كيميائية طبيعية في الجسم تقلل من مستويات هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol Hormone) أو ما يعرف بهرمون التوتر، وهذا ما يفسر ارتباط الرياضة بالمعدلات المنخفضة من التوتر، والقلق، والاكتئاب، والسلوك الانتحاري. [2]
اقرأ أيضًا: أضرار التوتر المزمن على الصحة النفسية والبدنية
تحسين المزاج
تساهم ممارسة بعض أنواع الرياضات بما في ذلك الجولف في تحسين المزاج من خلال تحفيز الشخص على مواجهة مخاوفه والتركيز على التمرين ذاته، الأمر الذي يساعد على تصفية الذهن والهدوء. [1]
تعزيز الصحة النفسية من خلال ممارسة الرياضات الجماعية
تؤثر الرياضات الجماعية بشكل أكبر في الصحة النفسية مقارنةً بالرياضات الفردية، وفيما يلي تأثيرها: [1] [2]
- تقليل خطر تعاطي المراهقين للمخدرات.
- تقليل خطر ممارسة المراهقين لسلوكيات خطيرة.
- تعزيز المرونة، والتعاطف، والثقة.
- زيادة الأداء البدني، والإبداع، والتطور المعرفي، والتنظيم الذاتي.
- تحسين العمل الجماعي والمسؤولية الاجتماعية.
تحسين النوم
يرتبط مستوى النشاط البدني بجودة النوم؛ إذ يتحسن النوم عندما يمارس الأشخاص نشاطًا بدنيًا، والذي يعد أمرًا مهمًا لكون النوم ضروري للحفاظ على الصحة النفسية. [2]
اقرأ أيضًا: ما العلاقة بين النوم والصحة النفسية؟
زيادة احترام الذات
تزيد ممارسة الرياضة من احترام الشخص لذاته، وهو مؤشر أساسي للصحة النفسية؛ إذ يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بتقدير الذات التعامل بشكل أفضل مع التوتر، وتحسين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين. [3]
تحسين أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه
تلعب ممارسة الرياضة بانتظام دورًا أساسيًا وفعالًا في تقليل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder - ADHD)، وتحسين التركيز، والتحفيز، والذاكرة، والمزاج، ويحدث ذلك من خلال تعزيز مستويات الدوبامين، والنورأدرينالين، والسيروتونين في الدماغ، والتي تؤثر جميعها في التركيز والانتباه، لذا فإن الرياضة تمتلك تأثير مشابه لأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في تحسين هذا الاضطراب. [4]
تحسين الاضطرابات النفسية الخطيرة
يمكن أن تساعد الرياضة على تحسين بعض الاضطرابات النفسية الخطيرة بما في ذلك الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia)؛ إذ يمكنها تحسين بعض أعراضه كفقدان الحافز وصعوبات التفكير، ومع ذلك فإنها تعد أقل فعالية في التعامل مع أعراض أخرى بما في ذلك الهلوسة. [1]
لمعرفة المزيد: انفصام الشخصية (الفصام)
الآثار الجانبية المحتملة للرياضة على الصحة النفسية
إلى جانب فوائد الرياضة للصحة النفسية المذكورة أعلاه، يمكن أن تتسبب الرياضة في حدوث بعض الآثار الجانبية على الصحة النفسية، وفيما يلي توضيح لبعضها: [1]
- التوتر: على الرغم من فوائد الرياضة للصحة النفسية ودورها الأساسي في تخفيف التوتر والإجهاد، إلا أنها قد تكون في بعض الأحيان سببًا في حدوثه، على سبيل المثال يعاني الأطفال من التوتر والإجهاد عند تعرضهم للضغط الشديد من قبل والديهم أو مدربيهم لممارسة الرياضة، كما قد يضغط الرياضيون الأكبر سنًا على أنفسهم لتقديم أداء جيد، ما يؤدي لشعورهم بالإرهاق والإجهاد النفسي.
- الاكتئاب: يعاني العديد من الرياضيين من مشاكل الصحة النفسية بما في ذلك الاكتئاب، ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به ما يلي:
- الإصابة.
- التقاعد عن الرياضة.
- التفكير المفرط في مستوى الأداء الرياضي وتوقع نتائجه.
- اضطرابات الأكل: يعاني الرياضيون من أنواع عديدة من اضطرابات الأكل بما في ذلك فقدان الشهية العصبي، والشره العصبي، وعادةً ما تشيع هذه الاضطرابات لدى الأشخاص الذين يمارسون الألعاب الرياضية التي يؤثر فيها الوزن على الأداء، بما في ذلك الجري لمسافات طويلة، والجمباز، والقفز على الجليد، مما يؤدي لشعورهم بالضغط النفسي الشديد للوصول للجسم المثالي المناسب لنوع الرياضة التي يمارسونها، أو الخوف من تجاوز وزنهم للمعدل المثالي.
اقرأ أيضًا: أفضل 5 طرق لتحسين الصحة النفسية
نصيحة الطبي
لا تقتصر فوائد الرياضة على الصحة الجسدية فحسب، بل تشمل كذلك الصحة النفسية؛ إذ تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من أنواع وأعراض عديدة لاضطرابات ومشاكل الصحة النفسية بما في ذلك التوتر، والاكتئاب، والإجهاد النفسي، والفصام، وغيرها، لذا تعرف على فوائد الرياضة للصحة النفسية، وابدأ فورًا في ممارستها للتخلص من جميع الضغوطات النفسية التي تؤثر في جودة حياتك.