في حين تعد الأمومة والاعتناء بطفلك أحد أكثر الأشياء معنى ومتعة في الحياة، إلا أن تهدئة رضيع شديد البكاء وصعب الإرضاء قد تكون من أصعب المهام التي تواجهينها، فقد لا ينجح في بعض الأحيان حمل الطفل وعناقه، أو إرضاعه وحثه على التجشؤ، أو تغيير حفاضته، ويمكن استخدام لهاية أطفال في هذه الحالة أن يساعد على تهدئته وإرضائه، إذ يميل بعض الأطفال إلى المص كرد فعل فطري أكثر من غيرهم، حتى أن بعضهم يبدأ بمص إبهامه وأصابعه قبل الولادة، ولذلك يمكن استخدام لهاية أطفال للرضيع لمحاكاة رد فعل المص والمساهمة في تهدئة الرضيع.

متى استخدم اللهاية للطفل ؟

إعطاء اللهاية للطفل في الوقت المناسب أمر مهم جداً، إذ يمكن أن يؤثر استخدامها مبكراً على الرضاعة الطبيعية، في حين يمنح انتظار شهر على الأقل قبل إعطائها للطفل، الوقت الكافي ليعتاد على الرضاعة منك والتقاط الحلمة بالشكل الصحيح، علاوة على منح جسمك الوقت أيضاً للاعتياد على الرضاعة وإنتاج المزيد من الحليب، إذ عادة ما يحتاج الرضيع في أيامه الأولى إلى الرضاعة بشكل متكرر مما يحث جسمك على زيادة إنتاج الحليب، الأمر الذي سيتأثر إن تم إعطاؤه اللهاية مبكراً.

كما يؤثر اعتياد طفلك على مص لهاية الاطفال مبكراً وأثناء تعلمه طريقة الرضاعة الطبيعية على طريقة شرب الحليب الصحيحة، إذ أن آلية مص اللهاية تختلف عن آلية مصه للحليب الطبيعي، ولذلك من المهم الحرص على انتظار اعتياده على الرضاعة الطبيعية ثم إعطائه اللهاية، لذا التأخير في إعطاء اللهاية للرضيع الوقت المناسب لبدء استخدام اللهاية.

اقرأ أيضاً: ما هي الأغذية التي تزيد إدرار الحليب؟

فوائد اللهاية لحديثي الولادة

من أهم فوائد اللهاية للرضع ما يلي:

  • تهدئة الطفل: يميل معظم الأطفال للمص، فهي حاجة طبيعية ورد فعل فطري لديهم يساهم في تهدئتهم ويجعلهم أكثر سعادة، وعادة ما تلبي الرضاعة الطبيعية وحتى الصناعية حاجتهم تلك، إلا أن رغبتهم بذلك قد تمتد حتى وإن لم يكونوا جائعين، ولذلك تساعد لهاية بيبي في تلبية تلك الرغبة و إرضائهم.
  • إلهاء الطفل: تساعد اللهاية كثيراً في إلهاء الطفل وتهدئته، وخصوصاً عند تلقيه للمطاعيم، أو سحب الدم منه، كما تساهم في تخفيف ألم الأذن المصاحب لتغير الضغط أثناء الرحلات الجوية.
  • الاستغراق في النوم: تواجه بعض الأمهات مشكلة في تنويم أطفالهم وقد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، ويمكن للهاية في هذه الحالة أن تساعد في استقرارهم ونوهم، ولكن يجدر الإشارة إلى أن لهاية أطفال لا تؤثر على مدة نوم الطفل وعدد مرات استيقاظه أثناء الليل.
  • تعليم الطفل التحكم بنفسه: تساهم اللهاية في تعليم الرضع التحكم بنفسهم، وضبط مشاعرهم، والهدوء من تلقاء نفسهم دون الحاجة إلى الحمل أو اهتمام الأم لتهدئتهم.
  • تقليل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي (بالإنجليزية: Sudden Infant Death Syndrome).

يمكن لإعطاء الطفل اللهاية أثناء النوم أو وقت القيلولة أن يقلل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي إلى النصف، وخصوصاً خلال الشهرين الثاني والثالث من عمره، التي تعتبر فترة ذروة هذه المتلازمة، وما زال السبب وراء ذلك غير معروف إلى حتى الآن.

اقرأ أيضاً: متلازمة موت الرضيع الفجائي

اضرار اللهاية لحديثي الولادة

من أهم أضرار اللهاية للأطفال حديثي الولادة ما يلي:

  • زيادة خطر الإصابة بالتهابات الأذن: وجد أن استخدام الرضع للهاية، يزيد خطر الإصابة بأمراض والتهابات الأذن بمقدار الضعف.
  • مشاكل في الأسنان: على الرغم من أن استخدام اللهاية في السنين الأولى من عمر الطفل لا يسبب مشاكل في الأسنان، إلا أن إطالة مدة استخدامها لما بعد السنتين قد يؤثر على نمو الأسنان الأمامية بالشكل السليم واتساقها.
  • اعتياد الطفل عليها: قد يتسبب الاستخدام المتكرر والدائم من اللهاية وخصوصاً عند تنويم الطفل باعتياد الطفل عليها واستيقاظه المتكرر أثناء الليل عند خروجها من فمه.

للمزيد: انخفاض إدرار الحليب لدى الأم المرضعة وطرق زيادته

نصائح وارشادات عند استخدام لهاية اطفال

يجب اتباع الإرشادات والنصائح التالية لضمان سلامة طفلك عند استخدام اللهاية للرضع:

  • يجب الحرص عند شراء اللهاية على اختيار نوع خال من مركب البيسفينول-أ (بالإنجليزية: Bisphenol-A) الذي تحذر العديد من الدراسات من تأثيره على الرضع، واختيار اللهاية المصنوعة من السيليكون؛ والتي تعد أفضل لهاية لحديثي الولادة، كما يجب أن تكون غير مرتبطة بخيط أو شريط مزين، إذ يشكل ذلك خطراً عليهم، مع ضرورة شراء ما يلائم عمر طفلك منها لتناسب حجم فمه، كما يجب أن يكون شكل اللهاية الطبية ذات فتحات تهوية في غطائها للسماح بمرور الهواء.
  • من الضروري جداً الحفاظ على نظافة اللهاية وتعقيمها المستمر بالماء المغلي، أو وضعها في غسالة الصحون، وذلك حتى بلوغ طفلك عمر الستة شهور واكتمال تطور جهازه المناعي، عندها يمكنك تنظيفها بغسلها بالماء والصابون، مع ضرورة عدم مشاركتها مع أي طفل آخر، إذ قد يؤدي ذلك إلى انتقال الجراثيم من طفل إلى آخر.
  • يجب عدم وضع السكر على اللهاية أو أي مادة محلية أخرى قبل إعطائها للطفل، إذ قد يضر ذلك أسنانه.
  • منح الطفل حرية اختيار استخدام اللهاية من عدم استخدامها، لا تجبريه عليها إن لم يكن مهتماً بها وأخرجها من فمه عدة مرات، وحتى إن خرجت من فمه أثناء النوم فلا يجدر بك إرجاعها.
  • من المهم جداً عدم تعويد الطفل على اللهاية، فقد يفلح في تهدئته أحياناً تغيير وضعيته أو الاهتمام به قليلا، ولذلك حاولي أن تعطيها إياه بعد الوجبات أو بينها فقط، واستخدام بديل اللهاية مثل الرضاعة الطبيعية.
  • الحرص على تغيير لهاية الطفل باستمرار، والانتباه إلى أي علامات تدل على تلفها.
  • عدم ربط اللهاية حول عنق الطفل، إذ قد يعرضه ذلك لخطر الاختناق.

للمزيد: حليب الأم وأثره على نمو الأسنان

فطام الطفل عن اللهاية

لا بد من فطام الطفل عن اللهاية حتى لا تطول فترة استخدامه لها لاحقاً لأكثر من سنتين، ويمكن في الواقع البدء بذلك بعد عمر الستة أشهر، وذلك عند انخفاض خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي، ويساهم في ذلك اقتصار استخدامها على وقت النوم والقيلولة فقط، والتوقف عن إعطائها للطفل بالتدريج، مع إخبار جميع من يعتنون به كوالده، أو أجداده، أو حضانته بذلك، كي لا يضيع جهدك بفطامه هباءاً، ومن المهم عدم فطامه عنها أثناء أي تغيير أو حدث مهم في حياته، مثل تغيير المنزل على سبيل المثال، أو ولادة أخ أو أخت له، أو تغير حضانته، أو أي مشاكل في العائلة، إذ ستحتاجين للهاية في هذه الأوضاع لتهدئته.

إقرأ أيضاً: تنظيم الوقت مع الطفل الرضيع