يُعد اختبار التوحد عند الكبار أمرًا صعبًا، بسبب اكتسابهم المهارات الكافية لإخفاء علامات التوحد، كما يتداخل التوحد لديهم مع العديد من الحالات النفسية الأخرى. تعرف في هذا المقال على اختبار التوحد عند الكبار، والسمات والسلوكيات التي يجب البحث عنها لتشخيص التوحد عند البالغين، وأدوات الفحص الذاتي:
اختبار التوحد عند الكبار
عادةً ما يتم تشخيص معظم الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب طيف التوحد في مراحل الطفولة، ولكن قد يتم تشخيص بعض الحالات أيضًا لدى البالغين. ومن الجدير ذكرهلا يمكن تشخيص مرض التوحد لدى البالغين إلا من قبل أخصائي رعاية صحية مؤهل، مثل الطبيب نفسي على الرغم من توافر طرق متعددة للتشخيص، وتشمل طرق وأنواع الأختبارات التشخيصية على الآتي: [1][2]
للمزيد: أسباب التوحد
اختبارات المراقبة الذاتية
يُعاني العديد من البالغين من أعراض خفيفة للتوحد، والتي تتعلق عادةً بالاستجابات الحسية والتواصل الاجتماعي، ونظرًا لأن الأعراض خفيفة فمن الممكن أن يكون الشخص البالغ مصابًا بالتوحد دون أن يعرف ذلك. وفي كثير من الأحيان لا يفكر الأشخاص البالغين بإمكانية إصابتهم بالتوحد إلا بعد تشخيص إصابة الابن أو الابنة باضطراب التوحد، وملاحظة أوجه التشابه بين سمات الطفل أو سلوكياته أو مشاعره وتلك الخاصة بهم. [1][3]
اقرأ أيضًا: التوحد المكتسب
ولذلك فإن المراقبة الذاتية من طرق اختبار التوحد عند الكبار، وهي تشمل على الآتي: [1]
- تحديد سمات التواصل الاجتماعي: يُفيد ذلك في تحديد مشكلات وصعوبات التواصل الاجتماعي، إذ قد يُعاني البالغين من مشكلات في التواصل الاجتماعي منذ طفولتهم ولكنهم يقومون بإخفاءها أو التحكم فيها، وقد تشمل: [1][2][4]
- صعوبة التصرف في المواقف الاجتماعية، بما في ذلك اختيار الملابس أو كيفية التحدث.
- صعوبة التواصل الكلامي مع الآخرين، مثل: استخدام نبرة خاطئة أو كلام غير مناسب.
- صعوبة تفسير لغة جسد الآخرين أو كلماتهم.
- صعوبة متابعة المحادثات، وإجراء محادثة قصيرة.
- صعوبة اختيار الوقت المناسب لإبداء الرأي أو طرح أسئلة محددة.
- ملاحظة السلوك والمهارات الحسية: تُعد ملاحظة السلوك وردود الفعل الحسية جزءًا من اختبار التوحد عند الكبار، ومن أهم المؤشرات التي تدل على التوحد عند الكبار: [1][2]
- الحساسية للضوء، والصوت، والرائحة، واللمس، والذوق.
- الحاجة إلى الضغط الجسدي، مثل: معانقة النفس للشعور بالهدوء في حالات الانزعاج أو التوتر.
- التحرك بطرق غريبة أو إصدار أصوات غريبة.
الاختبارات الذاتية
تساعد أدوات الفحص الذاتي لاضطراب طيف التوحد في اختبار التوحد عند الكبار، ويمكن لأي شخص القيام بها بمفرده فهي عبارة عن استبيانات معظمها متاح على الإنترنت دون أي تكلفة، وهي تساعد في تحديد مدى الحاجة لرؤية متخصص ليتم تشخيص التوحد، وقد تتضمن هذه الاستبيانات أسئلة مثل: [1][5]
- هل تميل إلى ملاحظة التفاصيل التي لا يلاحظها الآخرون؟
- هل تفضل أن تفعل الأشياء بنفس الطريقة مرارًا وتكرارًا؟
- هل أنت مفتون بالتواريخ والأرقام؟
- هل تميل إلى أن تكون لديك اهتمامات قوية جدًا وتشعر بالانزعاج إذا لم تتمكن من متابعتها؟
- هل تقوم بتشغيل نفس الموسيقى أو اللعبة أو الفيديو بشكل متكرر، أو تقرأ نفس الكتاب مرارًا وتكرارًا؟
الاختبارات المهنية
الطريقة الوحيدة للحصول على تشخيص مؤكد ودقيق لمرض التوحد لدى البالغين هي زيارة أخصائي الصحة العقلية، ويعتمد تقييم واختبار التوحد عند الكبار الشامل على عدة عوامل، منها: [1][2][3]
- كيفية التواصل في المواقف الاجتماعية.
- وجود سلوكيات أو حركات غريبة.
- الانفعال أو نوبات الغضب المفاجئة.
- نتائج استبيانات الفحص الذاتي.
ولا بد التنويه إلى ضرورة طلب التقييم من شخص لديه خبرة في تشخيصاضطراب طيف التوحد لدى الكبار، بحيث يكون لديه خلفية في العمل مع البالغين، إذ يقوم بطرح مجموعة أسئلة ويطلب من الشخص البالغ مراقبة سلوكه، وطريقة كلامه، وكيفية تفاعله، وتتضمن اختبارات التوحد للبالغين عدة خيارات: [1][3][4]
- جدول مراقبة تشخيص التوحد الإصدار الثاني (ADOS 2): يُعد جدول مراقبة تشخيص التوحد المعيار الذهبي لتشخيص مرض التوحد لدى الأشخاص من جميع الأعمار، وتُستخدم الوحدة 4 خصيصًا للبالغين، وهي ليست استبيانًا وإنما اختبار يقوم المختص من خلاله بمراقبة كيفية استجابة المريض لمتطلبات معينة ثم تقييم ما يقوله وكيف يتصرف.
- مقياس الاستجابة الاجتماعية (بالإنجليزية: Social Responsiveness Scale -SRS): يقوم هذا الاختبار المكون من 65 سؤالًا بتقييم العجز الاجتماعي، وغالبًا ما يتم استخدامه كجزء من مجموعة شاملة من الاختبارات المستخدمة لتشخيص مرض التوحد.
- مقابلة تشخيص التوحد المرجعية (بالإنجليزية: Autism Diagnostic Interview-Revised): يركز هذا الاختبار على المجالات الرئيسة الثلاثة المتأثرة بالتوحد، وهي: اللغة، والتفاعل الاجتماعي، والسلوكيات أو الاهتمامات المتكررة.
للمزيد: علاج التوحد
قد يكون من الصعب تشخيص التوحد لدى الكبار؛ لأنه يشبه بعض الاضطرابات النفسية الأخرى، فيمكن الخلط بين مرض التوحد واضطراب التواصل الاجتماعي (بالإنجليزية: social communication disorder -SCD)، إذ يُعاني الأشخاص المصابون باضطراب التواصل الاجتماعي من بعض الأعراض المشتركة مع التوحد، مثل: صعوبة استخدام الكلمات واللغة بشكل مناسب، فقد يستخدمون كلمات ونبرة رسمية بشكل أثناء محادثة غير رسمية كالتحدث مع صديق مثلًا. [1][4]
للمزيد: الفرق بين اضطراب القلق الاجتماعي والتوحد
هل صحيح أنه يوجد عدد كبير من الأعصاب في جسم الإنسان، كم يوجد من عصب في جسم الانسان؟
بالإضافة إلى تداخل تشخيص التوحد لدى الكبار مع اضطرابات نفسية أخرى، حيث إن التوحد عند الكبار يترافق أيضًا مع بعض الأمراض النفسية، مثل: [1]
- اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
- القلق.
- الاكتئاب.
- الوسواس القهري.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الفصام.
اقرأ أيضًا: أنواع التوحد