مع انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) حول العالم أصبح أمر الوقاية منه ضرورياً لتجنب الإصابة به، فنجد العديد من الدول طبقت حظر التجول والحجر المنزلي لتقليل فرص الإصابة بالفيروس، لربما يخشى العديد منا الإصابة بفيروس كورونا خشية نقله لأحد أفراد أسرته؛ خاصة الوالدين، إذ نجد العديد منهم مصاباً بأحد الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم أو أحد الأمراض المناعية. هنا يكمن الخوف من حقيقة تأثير فيروس كورونا على ذوي الأمراض المزمنة وخاصة مرضى الضغط، إذ تتضارب الآراء حول ضغط الدم وكورنا، وما إن كانت ارتفاع ضغط الدم يزيد احتمالية الإصابة بعدوى كورونا، أو يفاقم أعراضها، فما هي علاقة مرض ارتفاع الضغط بفيروس كورونا؟ دعنا نتعرف عليه في هذا المقال.
ما علاقة ارتفاع ضغط الدم بفيروس كورونا؟
وجد أن هناك 28% من المصابين بكورونا هم مرضى ضغط دم، إذ قد يسبب ارتفاع ضغط الدم زيادة فرص الإصابة بالالتهابات ومنها الفيروسية (فيروس كورونا)، لذا من الضروري لمرضى الضغط في هذه الفترة الحفاظ على قراءة الضغط ضمن المستوى الطبيعي وتناول الأدوية بانتظام، إذ نجد في الصين أن نسبة 10% من وفيات مرضى كورونا كانوا ممن يعانون من أمراض القلب المختلفة، و7.3% ممن يعانون من السكري، و6.3% ممن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، و6% من مرضى ارتفاع ضغط الدم، و5.6% من مرضى السرطان.
يشير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) منها إلى أن الأدلة العلمية التي تبين علاقة ضغط الدم بعدوى كورونا ما زالت منضاربة حتى الآن ولم تشر جميعها إلى توصية أو نتيجة واحدة، ولكن المركز وجمعية القلب الأمريكية يوصيان مرضى الضغط بالحفاظ على مستويات ضغط طبيعية، والالتزام بتناول الأدوية، واتباع أسس السلامة والوقاية من كورونا، ولذلك لأن ارتفاع ضغط الدم قد يزيد أعراض عدوى كورونا سوءاً، ويزيد معدل الوفيات الناتج عنه.
ولا بد من الإشارة إلى أن ارتفاع ضغط الدم الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Hypertension) هو أحد العوامل المؤكدة التي تزيد خطر المضاعفات الخطيرة لعدوى كورونا.
تعزى احتمالية وجود علاقة بين ارتقاع ضغط الدم وزيادة فرص الإصابة بكورونا (بالإنجليزية: Corona) لكون ارتفاع الضغط يقلل مناعة الجسم ويزيد من فرص إصابتها بالالتهابات المختلفة، أيضاً يلعب العمر دوراً في ذلك؛ فكلما ازداد العمر قلت المناعة.
للمزيد: هل حقاً قد يهاجم جهاز المناعة جسم المصاب بفيروس كورونا الجديد ؟
هل ادوية الضغط (مثبط الانزيم المحول للأنجيوتنسين ACE) تزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا؟
هناك بعض النظريات غير المدعومة تزعم أن أدوية الضغط خاصة مثبط الانزيم المحول للانجيوتنسين ACE، ومضادات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 ARBs تزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا، ويعزى ذلك لكون هذه الأدوية تزيد من مستوى إنزيم ACE2 في الجسم، وهو نفس الإنزيم الذي يرتبط به فيروس كورونا (كوفيد-19)،ورغم وجود علاقة نظرية بين حدة المرض عند مستخدمي مثل هذه الأنواع من أدوية الضغط، لم تثبت تلك العلاقة سريرياً.
هل اوقف استخدام ادوية الضغط؟
لا، من الأخطاء الفادحة هو إيقاف تناول الأدوية خاصة مثبطات الإنزيم الحول للأنجيوتينسين أو مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين 2، إذ يسبب إيقاف أدوية الضغط ارتفاع ضغط الدم دون المستوى الطبيعي مما يقلل من مناعة الجسم، ويزيد فرص الإصابة بالالتهابات الفيروسية (فيروس كورونا)، كما قد يتسبب ارتفاع الضغط إلى الإصابة بأمراض القلب الأخرى مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
ما مدى تأثير فيروس كورونا على مرضى الضغط؟
كما ذكرنا أعلاه فإن مرض ارتفاع الضغط قد يزيد خطورة التعرض لفيروس كورونا وخطورة أعراضه في حال الإصابة به، إذ نجد أن 6% من وفيات فيروس كورونا كانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم، ويعزى ذلك لكون الفيروس يؤثر بشكل سلبي على جهاز الدوران وخاصة مرضى الضغط ومرضى قصور القلب، إذ قد يسبب الفيروس التهاب عضلة القلب مما يجهد القلب ويؤثر على معدل ضخ الدم والأكسجين لباقي الجسم. كما أن ارتفاع ضغط الدم غير المستقر والمرتفع يسبب أيضاً إجهاداً لعضلة القلب وذلك لأن ارتفاع ضغط الدم المرتفع يجهد الشريان، وبالتالي يقل تدفق الدم للقلب، مما يجعل القلب يزيد قوة تدفق الدم، وبالتالي إجهاد عضلة القلب أيضاً. لذا نجد أن ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر وفيروس كورونا معاً يزيدان من نسبة الخطر على حياة المريض، لذا من الضروري السيطرة على قراءات الضغط ضمن المعدل الطبيعي لتجنب المضاعفات في حال الإصابة بفيروس كورونا -لا قدر الله-.
ما هي مضاعفات القلب الأخرى التي يسببها فيروس كورونا؟
أثبتت دراسات أجريت في منطقة وهان في الصين أن 19.7% من مصابي فيروس كورونا تعرضوا لضرر في عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial Injury)، وهو ارتفاع في مستوى التروبينين أعلى بنسبة ٩٩% من القيمة الطبيعية له.كما نجد أن معدل الوفيات لهم كانت 51.2%، لذا نجد أن فيروس كورونا الجديد له خطر كبير على مرضى القلب خاصة إذ يعرض حياتهم للخطر وخاصة الوفاة. لم تثبت الدراسات حقيقة هذا الأمر بعد، لكن إذا كان الأمر صحيحاً فيجب هنا إجراء اختبارات القلب اللازمة للتأكد من عدم الإصابة بتلف عضلة القلب لجميع مرضى فيروس كورونا (كوفيد-19). بينت الدراسات أيضاً أن خطر الوفاة لمرضى ضرر عضلة القلب تعزى لإصابتهم بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة والتي يعاني فيها المريض من ضيق التنفس الحاد مما يجعله يحتاج التهوية الميكانيكية (بالإنجليزية: Mechanical ventilation).
كما تبين أن من أصيبوا بضرر عضلة القلب من مرضى فيروس كورونا كانوا كبار السن ممن يعانون من أحد أمراض القلب أو السكري.
نصائح لمرضى الضغط لتجنب خطر الإصابة بفيروس كورونا
أهم النصائح التي نشرتها كلاً من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، وجمعية القلب الأمريكية لمرضى ارتفاع الضغط في موسم فيروس كورونا:
- التأكد من توفر الكمية الكافية من أدوية الضغط خاصة في وضع الحظر هذه الأوقات.
- البقاء في المنزل والتقليل من المخالطة قدر المستطاع لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.
- تعقيم اليدين جيداً بالماء والصابون الطبي وبالطريقة الصحيحة.
- الاستمرار في تناول الأدوية وعدم إيقافها إلا بعد ما يقرر الطبيب ذلك إن دعت الحاجة.
- تجنب الأدوية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مثل مزيلات الاحتقان، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل النابروكسين (بالإنجليزية:Naproxen) والأيبوبروفين (بالإنجليزية:Ibuprofen).
- التقليل قدر المستطاع من تناول الكافيين مثل القهوة والشاي.
- تجنب الأعشاب والأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مثل عرق السوس.
- الابتعاد عن التوتر والقلق.
- يجب مراقبة الضغط باستمرار، وفي حالة ارتفاع ضغط الدم أكثر من 180/120 (نوبة ارتفاع ضغط الدم) يجب الاتصال على الطوارئ في الحال.
يوصى جميع مرضى القلب وضغط الدم والأمراض المزمنة الأخرى بالحرص على أخذ لقاح كورونا الذي تم تصنيعه من قبل عدة شركات، والموافقة عليه موخراً وتوزيعه إلى مختلف البلدان، للوقاية من الإصابة بالعدوى ومضاعفاتها وآثارها الجانبية.
للمزيد: طرق الوقاية والعلاج لفيروس كورونا