أثرت جائحة كوفيد-19 على جميع جوانب الحياة منذ بداية العام 2020، وكان السباق لإيجاد اللقاح أشبه بسباق مع الزمن لإيقاف التبعات التي تسببت بها جائحة كورونا، ولكن هل توفر اللقاح يعني التوقف عن اتخاذ الخطوات الوقائية المستخدمة لمنع انتشار عدوى كورونا (بالإنجليزية: Corona) مثل ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، والتعقيم؟
بدأ توزيع اللقاحاحت المضادة لفيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (بالإنجليزية: SARS-CoV-2) في معظم دول العالم، ولكن سوف يستغرق اللقاح وقتاً طويلاً حتى يصبح له تأثير، وخلال هذه الفترة ستستمر جائحة كورونا.
هل لا تزال الكمامات مهمة بعد ظهور اللقاحات؟
على الرغم من توفر أكثر من لقاح مضاد لفيروس كورونا، إلا أن ارتداء الكمامة سيبقى مهم ومطلوب لفترة غير محددة حالياً، وكذلك الأمر بالنسبة للتباعد الاجتماعي والتعقيم وباقي القيود ستبقى سارية لبعض الوقت لتقليل انتشار عدوى فيروس كورونا، ويعود السبب في ذلك إلى عدة نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار ومنها:
- التأخر في إنتاج اللقاح وارتفاعالطلب بشكل هائل على اللقاح ستكون الأسباب الرئيسية في عدم حدوث تغيرات فورية في المجتمع مثل التوقف عن ارتداء الكمامة.
- يحتاج كل شخص لأخذ جرعتين من اللقاح يفصل بينهما أسبوعين، وسيستغرق اللقاح بضعة أسابيع بعد أخذ الجرعة الثانية حتى يعمل، مما يعني أن هناك فترة زمنية فاصلة بين أخذ اللقاح وأن يصبح الشخص مقاوم للفيروس.
- هناك احتمال ضئيل بالإصابة بالعدوى حتى بعد أخذ اللقاح.
- سرعة انتشار العدوى أكبر بكثير من سرعة توزيع اللقاح وتفعيله في الجسم.
- على الرغم من الحماية التي يمنحها اللقاح إلا أن الشخص الملقح يمكن أن ينقل العدوى إلى أشخاص آخرين لم يتم تطعيمهم.
للمزيد: ما هي سلالة كورونا الجديدة؟ وهل اللقاحات فعالة ضدها؟
متى يمكن التخلص من لبس الكمامة؟
يكمن خطر عدوى فيروس كورونا في أنه يمكن أن تتسبب العدوى بتطور مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة المريض في بعض الأحيان، وحتى يحين الوقت للتخلص من لبس الكمامة يجب على الجميع محاولة إيقاف نشر العدوى خاصة لدى الفئات الضعيفة صحياً في المجتمع مثل كبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو خطيرة مثل الانسداد الرئوي المزمن.
لا ينبغي أن نفترض أنه بعد شهر أو شهرين أو حتى ستة أشهر من الآن لن يكون هناك حاجة لارتداء الكمامة، وإيقاف التباعد الاجتماعي وباقي التدابير الوقائية، وتبقى الفترة الزمنية للتوقف عن لبس الكمامة مرهونة بعدة نقاط ومنها:
- سرعة توزيع اللقاح.
- إقبال الناس على أخذ اللقاح، فكلما قل الإقبال على أخذ اللقاح كلما ازدادت الفترة الزمنية التي يجب بها المحافظة على التدابير الوقائية لأن جائحة كورونا ستبقى مستمرة.
- الالتزام بالتدابير الوقائية في الوقت الحاضر للتخفيف من سرعة انتشار الفيروس حتى يتم تلقيح الغالبية العظمى.
اقرأ أيضاً: نجاح لقاح فيروس كورونا الجديد يعتمد على إيصاله للناس
هل لقاح كورونا آمن؟
لا يتم توزيع أي لقاح للاستخدام العام إلا بعد أن يمر في العديد من مراحل التجارب ويستوفي المعايير الصارمة للسلامة، والجودة، والفعالية التي تضعها المنظمات الصحية في كل دولة مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.
من اللقاحات المضادة لفيروس كورنا والمعتمدة الآن لقاح فايزر- بيونتك، وقد تم اختبار هذا اللقاح بدقة للتأكد من أنه آمن وفعال، وقد كانت جميع التقارير عن آثاره الجانبية مثل الحساسية نادرة، ولم يتم الإبلاغ حتى الآن عن أي مضاعفات طويلة الأمد للقاح على الرغم من تلقي الكثير من الناس للقاح.
هناك احتمال ضئيل في أن يتسبب اللقاح في حدوث رد فعل تحسسي لدى بعض الأشخاص في غضون ساعة أو ساعتين من تلقي اللقاح، ولكن على الأغلب تكون ردود الفعل التحسسية الناجمة عن اللقاح خفيفة ولا تهدد الحياة، ويبقى اللقاح الأمل الوحيد في التخلص من جائحة كورونا والالتزام بلبس الكمامة وباقي القيود التي تفرضها الجائحة على العالم.
للمزيد: فوائد أخذ لقاح كورونا