قد يكون تحميم طفل حديث الولادة أمراً صعباً في البداية، حيث يصعب التعامل مع مخلوق صغير مغطى بالماء والصابون، ولكن من ناحية أخرى يعد تحميم الرضيع حدثاً خاصاً، يمكن استغلاله كوقت خاص لتشكيل صلة وترابط مع طفلك الجديد من خلال الغناء له والتحدث إليه.
تحميم الرضيع لاول مرة
تتساءل كثير من الأمهات متى يجب استحمام الطفل حديث الولادة؟
في السابق، كانت الممرضات في مستشفيات التوليد يقمن بنقل المواليد الجدد للاستحمام بعد الولادة مباشرة، ولكن تحولت التوصيات الآن للانتظار بضع ساعات على الأقل قبل تحميم الرضيع لأول مرة، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بتأخير تحميم الرضيع لمدة 24 ساعة بعد الولادة على الأقل.
ويرجع ذلك لأن الأطفال حديثي الولادة لديهم حساسية خاصة للبرد، يمكن أن يؤدي تحميمهم إلى تقليل إجهاد البرودة، حيث يحاول جسم المولود الحفاظ على درجة حرارة دافئة عند تعرضه للبرد، مما يؤدي بالنهاية إلى انخفاض مستويات السكر في الدم.
وبالتالي فإن تأخير تحميم الرضيع لأول مرة يساعد على:
- تقليل معدل انخفاض درجة حرارة الجسم.
- منع انخفاض السكر في الدم.
- منع إزالة طبقة الطلاء الجيني (بالإنجليزية: Vernix)، وهي طبقة بيضاء شمعية رقيقة تشبه الجبن توجد على جلد الطفل تساعده في الحفاظ على درجة حرارة جسده كما تعمل كحاجز لمنع إصابته بالعدوى.
تحميم الرضيع بالاسفنجة
تعتبر طريقة تحميم الرضيع بالإسفنجة هي الوسيلة الأولى عند تحميم الرضيع حديث الولادة.
يتم تحميم الرضيع في البداية غالباً بواسطة إسفنجة ناعمة إلى أن يسقط الحبل السري ويشفى جرح الختان لدى الذكور، حيث يتم اختيار غرفة دافئة لا تقل درجة حرارتها عن 21 درجة مئوية، والاستعانة بسطح مستوي كطاولة مغطاة بمنشفة سميكة مثلاً، وفيما يلي منتجات الحمام التي ستحتاجينها:
- إسفنجة ناعمة أو قطعة قماش نظيفة.
- منشفة حمام.
- صابون للأطفال.
- حفاضة نظيفة.
- ملابس نظيفة.
- ضمادة صغيرة أو شاش وفازلين، وذلك في حالة كان الطفل ذكر وخضع لعملية الختان.
- ماء دافئ.
لنتعرف على كيفية تحميم الرضيع بالإسفنجة:
- اجعلي كل المستلزمات السابقة في متناول اليد حتى لا تضطري للابتعاد عن الطفل، ينبغي عدم الطفل وحده ولو لثانية واحدة.
- استخدمي منشفة سميكة لتضعي الطفل عليها، واختاري مكاناً دافئاً ومريحاً بالنسبة لك ولطفلك.
- ابدئي بإزالة ملابس الطفل ولفيه بمنشفة، بحيث لا يظهر منه في كل مرة إلا الجزء الذي تبدئين بتنظيفه.
- ابدئي بمسح جفني الطفل بالقطن المبلل بالماء فقط، أي من داخل العين إلى خارجها، مع ضرورة الانتباه إلى استخدام قطعة جديدة من القطن لكل عين، ومن ثم اغسلي وجه الطفل كاملاً برفق، واحرصي على عدم وضع أي شيء في أذنيه أو أنفه.
- اغمسي الإسفنجة أو قطعة القماش النظيفة في الماء الدافئ والصابون وابدئي بمسح أجزاء صغيرة من جسم طفلك، بحيث يتم مسح منطقة خلف الأذنين أولاً ومن ثم الانتقال إلى الرقبة، والمرفقين، والركبتين، وبين أصابع اليدين، والقدمين، مع إيلاء اهتمام خاص بأي منطقة تحتوي على خطوط وثنيات ظاهرة كمنطقة خلف الأذنين، وتحت الذراعين، وحول الرقبة.
- اشطفي الإسفنجة بالماء لإزالة الصابون عنه وامسحي جسم الطفل بها مرة أخرى لإزالة أثر الصابون عليه.
ملاحظة: من الممكن الاستغناء عن الصابون في هذه الخطوة والاكتفاء بتنظيف الطفل بواسطة الماء الدافئ فقط.
- اغسلي رأس طفلك في نهاية الحمام لئلا يشعر بالبرد، واستخدمي الماء فقط لغسل شعره دون الحاجة لاستخدام الشامبو في الأيام الأولى من ولادته، وذلك بإرجاع رأس الطفل للخلف قليلاً، ومن ثم مسح رأسه بلطف بواسطة الإسفنجة.
- في النهاية، قومي بمسح بطن الطفل بحركات ناعمة ولطيفة، ومن ثم انتقلي لتنظيف المناطق التناسلية للطفل، حيث يتم غسل المناطق التناسلية للأنثى من الأمام للخلف، مع مراعاة إمكانية ملاحظة بعض الإفرازات المهبلية فيالأيام الأولى من الولادة، حيث لا يشترط إزالتها تماماً.
أما إذا كان الطفل ذكراً لم يتم إجراء عملية الختان له بعد، دعي منطقة القلفة ولا تقتربي منها، وفي حال إجراء الطهور، ينصح بعدم غسل رأس القضيب حتى يشفى الجرح.
- جففي طفلك برفق باستخدام منشفة دون فرك الجلد.
- ضعي الفازلين والضمادة على مكان الختان.
- ألبسي طفلك حفاض جديد وملابس نظيفة.
اقرأ أيضاً: جفاف بشرة الرضيع
تحميم الرضيع في حوض الاستحمام
يتبادر إلى ذهن كثير من النساء سؤال هل يجوز استحمام الرضيع في الحمام؟ بالطبع نعم! وذلك باستخدام حوض استحمام الرضيع.
يحين وقت استخدام حوض استحمام الرضيع بمجرد سقوط الحبل السري وشفاء الختان والسرة تماماً، حيث ينصح باستخدام حوض سميك مصنوع من البلاستيك ومناسب لحجم طفلك، وينصح بتجنب استخدام مقاعد وحلقات الحمام في هذه المرحلة، فهي مخصصة للأطفال الأكبر سناً الذين يمكنهم الجلوس بمفردهم وليس للأطفال حديثي الولادة، وفي حال وجدت عملية تحميم طفلك بالحوض صعبة، فبإمكانك الاستعانة بشريكك أو بأحد أفراد أسرتك.
فما يلي الخطوات التي يجب اتباعها عند تحميم الرضيع في حوض الاستحمام للحصول على أقصى فائدة الاستحمام للطفل الرضيع:
- املئي حوض الاستحمام ببضع بوصات من الماء الدافئ، أي حوالي 5-7 سم، للحفاظ على سلامة طفلك، فيجب أن تكون درجة حرارة الماء بين 17 إلى 37 درجة مئوية، وألا تكون أكثر من 48 درجة مئوية، وللتأكد من أنك تستخدمين الماء بدرجة حرارة مناسبة بإمكانك استخدام ميزان الحرارة لقياسها.
- تأكدي من دعم رأس طفلك بيدك طوال فترة الاستحمام.
- تأكدي من تغطية طفلك بقطعة قماش دافئة لئلا يفقد الطفل درجة حرارته بسرعة.
- ابدئي بمسح وجه طفلك بالماء، ومن ثم اغسلي شعره برفق بواسطة الماء والشامبو، مع ضرورة وضع يدك على جبين الطفل عند شطف شعره حتى لا تصل الرغوة إلى عينيه.
- اغمسي الإسفنجة بالماء والصابون الخاص للأطفال وانتقلي لمسح منطقة ما خلف أذنيه، ورقبته، وذراعيه، وقدميه، مع إيلاء اهتمام خاص أيضاً بمنطقة الحفاض وبأي منطقة تحتوي على ثنيات.
- اشطفي جسم الطفل بالماء الدافئ للتخلص من الصابون.
- جففي طفلك برفق باستخدام منشفة دافئة.
بإمكانك استخدام مستحضرات ما بعد الاستحمام للطفل مثل اللوشن المرطب وبودرة الأطفال.
- ألبسي طفلك حفاض جديد وملابس نظيفة.
قد يجد بعض الأطفال الماء الدافئ مهدئاً للغاية، في حين يستمر بعضهم في البكاء طوال فترة الاستحمام، عندها ستضطرين لإخراجه من الحوض لتهدئته ومن ثم إدخاله مجدداً لإكمال الحمام.
ومن الجدير بالذكر أن عملية تحميم الرضيع لا تحتاج إلى الكثير من الوقت، حيث أن فترة خمس دقائق كافية لتنظيف طفلك والانتهاء من العملية قبل أن تبرد المياه في الحوض.
افضل وقت تحميم الرضيع
لا يوجد موعد محدد يمكن اعتباره أفضل وقت للاستحمام الرضيع، فبإمكانك تحميم الرضيع في أي وقت من اليوم، ولكن من الأفضل أن تختاري وقتاً تكونين فيه مرتاحة وغير متعبة، مع ضرورة اختيار الوقت من اليوم الذي لا تتوقعين فيه أي مقاطعة، وذلك لتكريس الوقت لطفلك دون حدوث أخطاء، كما يفضل أيضاً عدم تحميم الرضيع إذا كان جائعاً أو مباشرة بعد رضاعته.
في حال كان طفلك يستمتع ويسترخي بالاستحمام، فبإمكانك عزيزتي تحميم الرضيع في الليل كوسيلة للمساعدة على النوم في المساء.
عدد مرات تحميم الرضيع خلال الأسبوع
أيضاً تتساءل الأمهات كم مرة يجب استحمام الرضيع؟
ليس من الضروري تحميم الرضيع يومياً، حيث أن تحميمه مرتين أو ثلاثة مرات في الأسبوع يعتبر كافياً للحفاظ على طفلك نظيفاً، وخاصةً في حالة تحميم الرضيع في الشتاء.
ويساعد تحميم الرضيع بعد التطعيم على تخفيف الحمى والألم الذي يعاني منع الطفل، ولكن يجب الحذر من ملامسة منطقة حقنة التطعيم حتى لا يسبب له مزيد من الألم.
كما بإمكانك غسل الوجه، والعنق، واليدين، والمناطق التناسلية بعناية يومياً، دون الحاجة للاستحمام الكامل، وتشمل خطوات التنظيف اليومية ما يلي:
- ضعي الطفل على ركبتيك أو على منشفة نظيفة بعد إزالة كل ملابسه مع إبقاء الحفاض.
- اغمسي قطعة من القطن بالماء الدافئ، مع الحرص على عدم تبليل الطفل بشكل كبير.
- امسحي برفق حول عينيه من الداخل إلى الخارج، واستخدمي قطعة جديدة من القطن لكل عين، وذلك لمنع انتقال الميكروبات من عين لأخرى في حال الإصابة بالتهاب العين البكتيري أو الفيروسي.
- استخدمي قطعة جديدة من القطن للتنظيف حول أذني الطفل ولا تحاولي تنظيفهما من الداخل.
- اغسلي بقية وجه الطفل ورقبته ويديه بنفس الطريقة وجففيها بلطف.
- انزعي الحفاض واغسلي الأعضاء التناسلية للطفل باستخدام القطن والماء الدافئ، ومن ثم جففي المنطقة بعناية.
- ألبسي طفلكِ ملابس نظيفة.
تقليم اظافر الرضيع
يولد بعض الأطفال بأظافر طويلة، حيث يصبح من المهم قصها لمنع الطفل من إيذاء نفسه. يمكنك عزيزتي شراء مقصات أظافر الأطفال الخاصة أو مقصات آمنة صغيرة مستديرة لإنجاز هذه المهمة، ولكن في حال وجدتي أن فكرة قص أظافر طفلك تخيفك أكثر مما ينبغي، فيمكنك محاولة تقصيرها بصنفرتها باستخدام لوح صنفرة ناعم بدلاً من قصها.
اضرار عدم تحميم الرضيع
تتمثل أضرار عدم استحمام الرضيع في:
- زيادة فرص إصابته بالتهابات ومشاكل جلدية عديدة، وخاصةً في الطقس الحار.
- عدم اعتياد الطفل على الماء، مما يجعله يخاف من الماء مستقبلاً.
- ضعف مناعة الطفل: لأنه لا يتعرض للماء باستمرار، وجسمه لم يعتاد على تغيرات الجو بين الماء والهواء، وبالتالي يسهل مرضه بعد التعرض للماء وقبل ارتداء الملابس.
للمزيد: أغذية لدعم مناعة الطفل
نصائح تحميم الرضيع للحفاظ على سلامته
يجب مراعاة النصائح التالية عند تحميم الرضيع للحفاظ على سلامته:
- لا تتركي الطفل لوحده في حوض الاستحمام ولو لمدة دقيقة، فيمكن للطفل الغرق في أقل من بوصة من الماء وفي أقل من 60 ثانية وإذا كان لا بد من الابتعاد فعليك لف الطفل بمنشفة وأخذه معك.
- تحققي من أن درجة حرارة الماء هي 37-38 درجة مئوية قبل أن تضعي طفلكِ فيها، وإذا لم يكن لديك ميزان حرارة، بإمكانك استخدام معصمك أو مرفقك لاختبار درجة الحرارة، حيث يجب أن يكون الماء دافئاً مقبولاً وليس بارداً أو حاراً، حيث يمكن أن يصاب الطفل بحروق من الدرجة الثالثة خلال دقيقة في حال استخدام ماء حار بدرجة 60 أو أكثر.
- استخدمي منتجات تحميم الرضيع المناسبة له، والتي لا تحتوي على أي مواد كيمائية ضارة بصحته.
- تأكدي من عدم تعرض الطفل للهواء بعد الاستحمام، وذلك لتفادي إصابته بنزلات البرد والأنفلونزا، وكذلك تجفيف جسمه وشعره جيداً.