دكتور وليام توماس جرين مورتون طبيب أسنان أميركي، ولد في التاسع من أغسطس 1819 في تشارلتون بولاية ماساشوستش الأميركية، ودرس وليام جراحة الأسنان ومارسها، وكان هوارس ويلز أحد الأساتذة الذين تعلم منهم مورتون، ثم أصبح الاثنان شركاء في الاهتمام بالتخدير.
تخرج مورتون من كلية بالتيمور لطب الأسنان عام 1842، وبعد تخرجه تزوج من اليزابيث وايتمان، وفى عام 1844 تابع دراسته على يد الدكتور تشارلز جاكسون بمدرسة هارفارد للطب، ومنح درجة الطب الفخرية عام 1852 من جامعة واشنطن.
اقرأ أيضاً: التخلص من البنج الكامل (مفعول البنج)
اكتشاف التخدير العام
توصل مورتون إلى أن الغاز المضحك ليس وسيلة فعالة في تخفيف الألم عند المريض أثناء إجراء العمليات الجراحية، فلجأ إلى استخدام (الإيثر)، والذي عرف عنه أنه له خواص خافضة للألم ومفقدة للإحساس، حيث جربه مورتون على كلبه ووجد أنه بعد التخدير العام يعود إلى وعيه بعد فترة قصيرة أو طويلة تبعاً لمقدار جرعة الإيثر المعطاة.
ثم جربه مرة أخرى على نفسه في خلع أسنانه، وكانت أول تجربة فعلية طبقها على حالة مرضية في 30 سبتمبر 1846 عندما استخدمه في إجراء إحدى الجراحات في أسنان مريض له أبدى استعداد لتحمل أى شيء من أجل التخلص من ألم الأسنان، وبالفعل استخدم مورتون الإيثر في تخدير المريض، وعندما أفاق من التخدير قال لمورتون أنه لم يشعر بأي ألم أثناء الجراحة.
كان هذا إيذاناً بفتح باب جديد في الطب من أجل القضاء على الألم أثناء إجراء العمليات الجراحية، وتوالت العمليات الجراحية التي قام بها مورتون بعد ذلك، وتم نشر هذا الاكتشاف في الصحف، إلا أنه دار خلاف بين الأطباء حول لمن يرجع الفضل في اكتشاف الإيثر واستخدامه كمخدر في العمليات الجراحية، فبعد نجاح مورتون تقدم أستاذه تشارلز جاكسون وادعى أنه هو الذي اقترح عليه استخدام الإيثر كمخدر، ولم يتمكن مورتون من تسجيل اكتشافه للمخدر، ولكنه سجل جهاز التخدير.
أطباء المسلمين والتخدير
إن أطباء المسلمين من أوائل الذين عملوا على تخفيف آلام الأنسان، ففي الوقت الذي نبذ الأطباء فى أوروبا فى القرون الوسطى الجراحة، ووضعوها في مرتبة متدنية، بل أخرجوها من علم الطب إلى الاعتقاد الذي كان سائداً في الغرب وهو أن الألم والمعاناة هما الثمن الذي يجب أن يدفعه الإنسان ليكفر عن خطاياه.
لهذا لا يمكن للجراحة أن تزدهر وتتطور ما لم يزدهر علم آخر ألا وهو علم التخدير، ولقد كان للمسلمين فضل كبير في هذا العلم، فهم الذين أسسوه بوصفة علماء، واطلقوا اسم (المرقد) أي المخدر، وخاصة التخدير العام في العمليات الجراحية.
وكان الأطباء المسلمون هم الذين ابتكروا أداة التخدير التي كانت وما زالت شائعة، فقد أورد أبو الفتوح التونسي في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) أن العرب المسلمين هم الذين اخترعوا (الإسفنجة) المخدرة ثم تجفف في الشمس، وإذا ما أرادو استعمالها ثانية فإنهم يرطبونها بقليل من الماء، وتوضع على أنف المريض فتمتص المادة المخاطية المواد المخدرة، ويذهب المريض في نوم عميق، وتتم العملية الجراحية بدون آلام تذكر.
لقد عرف الأطباء المسلمين الجراحة، ومارسوا مختلف المداخلات الجراحية التي كانت معروفة في ذلك الوقت من بتر واستئصال اللوزتين والأورام، ومما ساعد على ولوج المسلمين حقل التخدير والعمل على تطويره هو أن قصة الألم كنوع من الجزاء الإلهي لا أصل لها في معتقداتهم وتقاليدهم.
تاريخ التخدير
بدأ علم التخدير تاريخياً باكتشاف الإيثر عام 1842، واستقطر العالم المسلم الكحول، واكتشف الرازي حمض الكبريت، وإذا علمنا أن الإيثر ينتج عن تعامل الكحول لحمض الكبريت لتقطير واستخلاص قدر من الماء منه، لأدركنا أن المسلمين كانوا أول من وضع أسس تركيب هذه المادة المخدرة الطيارة في حقل الكيمياء، فإن رابطة الإيثر هي الجزء الأساسي لمجموعة من المواد المخدرة الاستنشاقية التي تستعمل اليوم.
وفي حقل إنعاش القلب الرئوي (بالإنجليزية: Cardiopulmonary resuscitation) تذكر المراجع الغربية أن استعمال المنفاخ لإدخال الهواء إلى الرئتين يعود الفضل فيه إلى (جمعية إنعاش الأشخاص الغرقى) في أمستردام عام 1767 أولاً، ومن ثم استعمل في (الجمعية الإنسانية الملكية) في إنجلترا 1771 م، إلا أن هناك قرائن من مصادر موثقة تذكر أن علماء المسلمين لهم الريادة في استعمال المنفاخ لهذا الهدف حين استعمل صالح بن بهلة منفاخاً لإنعاش ابن عم الرشيد في بغداد قبل 900 عام من ذلك التاريخ 867 م.