أصبح سرطان الثدي الآن من أنواع السرطانات الأكثر شفاءاً في الفترة الأخيرة، وذلك مع انتشار التوعية حول ضرورة المتابعة والكشف المبكر، وهو ما ساعد على اكتشاف سرطان الثدي في مراحله الأولى، حيث يمكن أن تصل نسب الشفاء إلى 100 بالمئة عند اكتشاف المرض مبكراً.
لكن، تشيع العديد من الخرافات والمعتقدات الخاطئة حول سرطان الثدي والعوامل التي تزيد فرصة الإصابة به، مما استدعى نشر الوعي بين السيدات اللواتي تزيد أعمارهن عن 25 عاماً حول العديد من الخرافات وما يقابلها من حقائق حول سرطان الثدي. نناقش في هذا المقال أهم الخرافات عن سرطان الثدي. (1)
سرطان الثدي مرض وراثي
من أشهر خرافات سرطان الثدي أنه تزداد فرصة إصابة السيدات اللواتي ظهر في عائلاتهم حالات من سرطان الثدي.
الحقيقة: تبلغ نسبة السيدات اللواتي شخصت إصابتهم بسرطان الثدي دون وجود تاريخ عائلي للإصابة ب 70%، إلا أن ذلك لا يلغي عامل التاريخ العائلي في زيادة فرصة الإصابة حيث تتضاعف بإصابة المقربين من الدرجة الأولى فقط (الأم، الأخت، أو الابنة).
لكن لا داعي للقلق في حالة كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي؛ حيث يساعد الفحص الدوري على اكتشاف المرض مبكراً، وبدء العلاج في المراحل الأولى؛ مما يساعد على تمام الشفاء من المرض. (1)
يظن الكثير من الناس أن سرطان الثدي مرض وراثي، لكن في الواقع فقط 5-10% من الحالات وراثية، والتي يعتقد أنها خلل جيني يورث من الآباء إلى الأبناء. والأغلبية العظمى من مصابي سرطان الثدي ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، مما يعني أنه يوجد عوامل أخرى لها علاقة بالمرض مثل البيئة وأسلوب المعيشة.(2)(3)
اقرأ أيضاً: البلوغ المبكر يهدد الفتيات بسرطان الثدي
يعتقد البعض أيضاً أن التاريخ العائلي للأب في الإصابة بسرطان الثدي لا يؤثر على فرصة إصابة السيدة مقارنة بالتاريخ العائلي للأم.
الحقيقة: تتماثل أهمية التاريخ العائلي لحالات الإصابة بسرطان الثدي للسيدات من جانب الأب مع التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي من جانب الأم. (2)
اقرأ أيضا: طرق علاج سرطان الثدي
حمالة الثدي تسبب سرطان الثدي
تعد أحد أهم الخرافات حول سرطان الثدي أن ارتداء حمالة الصدر السلكية أو الضاغطة يزيد فرصة الإصابة بسرطان الثدي.
الحقيقة: تعتقد العديد من السيدات أن ارتداء حمالات الصدر السلكية قد تتسبب بالضغط على العقد الليمفاوية في الثدي وتراكم السموم التي تزيد فرصة تكون الخلايا الورمية، والحقيقة أن نوع حمالة الصدر أو تصميمها لا يزيد أو ينقص من خطر الإصابة بسرطان الثدي. (2)(3)
كل نتوءات وكتل الثدي سرطانية
يعتقد البعض أن معظم الكتل والنتوءات المحسوسة في الثدي سرطانية.
الحقيقة: تنتج 80% من الكتل النسيجية والنتوءات المحسوسة في الثدي عن تغيرات ورمية غير سرطانية (حميدة)، وهذا يعني أنه عند الشعور بنتوءات في الثدي فإن احتمال أن تكون سرطانية لا يتعدى 20 %. (1)
لكن مع ذلك، يوصي الأطباء السيدات بضرورة استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير مرتبط بشكل الثدي، وإفرازاته أو بنيته التشريحية، للتمكن من التشخيص المبكر وضمان فرص الشفاء التام: من أمثلة الأعراض الواجب مراقبتها ما يلي: (2)
- التورم.
- التهيج.
- الحكة الشديدة.
- ألم في حلمة الثدي.
- زيادة سمك حلمة الثدي وإفرازات الثدي عدا الحليب.
يظن البعض أيضاً أن تعرض الورم الناتج عن سرطان الثدي أثناء الجراحة للهواء يؤدي إلى انتشار السرطان في أعضاء أخرى، وهي من الخرافات عن سرطان الثدي المعروفة.
الحقيقة: لا يتسبب خضوع السيدة المصابة بسرطان الثدي للجراحة بانتشار الورم، إلا أن الطبيب قد يكتشف انتشار الورم أثناء الجراحة مما يتطلب استئصاله. (3)
للمزيد: حقائق علمية عن سرطان الثدي
التصوير الإشعاعي يسبب السرطان
يعتقد أيضاً أن تصوير الثدي الإشعاعي السنوي يعرض السيدة للإشعاعات التي تزيد فرصة إصابتها بسرطان الثدي.
الحقيقة: تستخدم الإشعاعات بكميات قليلة جداً أثناء تصوير الثدي الإشعاعي وبشكل لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. تكمن أهمية تصوير الثدي وبشكل دوري في الكشف عن النتوءات والتكتلات قبل أن تكون محسوسة. يوصى بضرورة الخضوع لتصوير الماموغرام بمعدل مرة واحدة سنوياً بعد بلوغ السيدة سن الأربعين. (1)(3)
للمزيد: مراحل تطور سرطان الثدي
صغر حجم الثدي يقلل فرص الإصابة بالسرطان
يزعم البعض أن صغر حجم ثدي السيدة يقلل فرصة إصابتها بسرطان الثدي، وهي إحدى خرافات سرطان الثدي.
الحقيقة: لا يوجد أي دليل طبي حول ارتباط حجم ثدي المرأة بزيادة أو نقصان فرصة إصابتها بسرطان الثدي، إلا أنه قد يصعب تشخيص إصابة السيدات صاحبات الثدي الكبير سواء بالفحص السريري أو التشخيص الإشعاعي للثدي أو ما يسمى ماموغرام. (3)
اقرأ أيضاً: اعراض سرطان الثدي
استحالة تكرار الإصابة بسرطان الثدي
يظن البعض أنه يستحيل الإصابة بسرطان الثدي مرة أخرى بعد استئصال الورم.
الحقيقة: قد تنشأ الخلايا الورمية في بعض الحالات بعد خضوع السيدة لجراحة استئصال الثدي العلاجية أو الوقائية، لكن ذلك يحدث لنسبة ضئيلة جداً. (2)
إقرأ أيضاً: الفحص المبكر يحد من سرطان الثدي
ألم الثدي يعني الإصابة بسرطان الثدي
تعتقد بعض النساء أن الشعور بالألم في منطقة الثدي تعني الإصابة بسرطان الثدي، وتلك من أشهر الخرافات حول سرطان الثدي.
الحقيقة: الألم في الثدي أمر شائع ويمكن أن يحدث لعدة أسباب، ولكنه ليس مؤشراً على الإصابة بسرطان الثدي عادة. يجب على المريضة تحديد وقت الشعور بالألم في الثدي وعلاقته بالدورة الشهرية، وكذلك مدة استمراره، والأشياء التي تحفز حدوثه. (5)
عادة يزول ألم الثدي من تلقاء نفسه، لكن إن لم يزل يجب على المريضة مراجعة الطبيب لتحديد السبب. ويوجد بعض الأسباب الشائعة لألم الثدي، مثل: (5)
- التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية.
- حبوب منع الحمل، أو العلاج الهرموني التعويضي.
- زيادة الوزن.
- احتباس السوائل.
- ارتداء حمالة صدر غير ملائمة.
ظهور سرطان الثدي فوق سن الأربعين فقط
من أشهر الخرافات عن سرطان الثدي أيضاً أنه يصيب النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن الأربعين فقط.
الحقيقة: صحيح أن التقدم بالعمر للأنثى هو من عوامل الإصابة بسرطان الثدي، لكن أشارت بعض الإحصاءات أن 4% من حالات سرطان الثدي أصابت نساء أعمارهن أقل من 40 سنة. لذلك تحتاج جميع النساء بجميع الأعمار الانتباه والمبادرة إلى مراجعة الطبيب في حال الشك بوجود أمر غير طبيعي في الثدي. (2)(3)
للمزيد: ما هي الأغذية التي تحارب سرطان الثدي ؟
هل ضرب الثدي يسبب سرطان الثدي؟
لا يسبب تعرض الثدي لصدمة سواء عن طريق السقوط أو الضرب إلى الإصابة بسرطان الثدي، لكن قد يسبب ذلك بعض الكدمات والتورم في الثدي، ويمكن أن تكون مؤلمة أيضاً عند لمسها.
لكن يمكن أن تؤدي تلك الإصابات في بعض الأحيان إلى ورم حميد وليس سرطاني يعرف باسم نخر الدهون، وهو عبارة عن تكون نسيج ندبي يتشكل عندما يقوم الجسم بإصلاح أنسجة الثدي الدهنية التالفة بشكل طبيعي. (3)
للمزيد: سرطان الثدي عند النساء، تعرفي على الأسباب
كانت هذه مجموعة من أشهر الخرافات حول سرطان الثدي، يجب تجنب الانسياق خلفها، فقد أصبح علاج سرطان الثدي أسهل بكثير من ذي قبل، وتطورت طرق التشخيص وتقنيات العلاج بشكل كبير، لكن ينبغي فقط الالتزام بالفحص الدوري لضمان الاكتشاف المبكر الذي يزيد أيضاً من فرص التعافي.