تتحمل القدمين ثقلاً كبيراً عندما يكون الشخص واقفاً، كما أنه يتم استخدامهما بشكل كبير يومياً للقيام بأمور عديدة كالمشي والجري والقفز والتسلق، لذا وبطبيعة الحال فإنها تكون عرضة لأنواع مختلفة من المشاكل. وما بين الإصابة والالتهابات هناك أنواع مختلفة من الأمراض والأضرار التي يمكن أن تصيب القدمين.
نتناول في هذه المقال الحديث حول مختلف امراض القدم وعلاجها.
أولاً: قدم الرياضي
إن مرض قدم الرياضي هو من امراض القدم الجلدية وهو التهاب فطري معدي يصيب جلد القدمين، ويطلق عليه اسم قدم الرياضي لأنها تظهر عادة لدى الرياضيين، حيث أن ارتداء الأحذية التي تسبب التعرق وتدفئة القدمين يمكن أن يكون سبباً في نمو هذه الفطريات وانتشارها.
تتمثل اعراض هذا المرض من امراض القدمين كالتالي:
- شعور بالحكة واللسعة والحرق بين أصابع القدم أو على باطن القدم.
- ظهور بثور مسببة للحكة على القدم.
- تشقق جلد القدم.
- جفاف جلد القدم.
- تلون الأظافر وزيادة سمكها وتفتتها.
لا يعتبر مرض قدم الرياضي من امراض القدم الخطيرة، إلا أنه يكون من الصعب علاجه في بعض الأحيان، فيجب أن يحافظ الشخص المصاب بمرض القدم الرياضي على أقدامه نظيفة وجافة، والحرص على تجفيفها بمنشفة خاصة. كما يمكن استخدام علاجات مضادة للفطريات مثل الميكونازول (بالإنجليزية: Miconazole). أما عن العلاجات المنزلية فإنه يمكن القيام بنقع القدمين في ماء مالح أو خل مخفف بالماء وذلك لتنشيف البثور.
اقرأ أيضاً: علاج فطريات القدم الرياضي بالطرق المنزلية
ثانياً: مسمار القدم
مسمار القدم أو مسمار اللحم هو عبارة عنرقعة من الجلد الكثيف غالباً ما تكون موجودة أسفل القدم أو تحت أصابع القدم. غالباً ما تكون هذه المسامير غير مؤلمة في بداياتها، وتظهر هذه المناطق لحماية الجلد ومنع النفطات من التشكل.
يمكن أن يكون سبب ظهور هذه المسامير هو اصبع القدم المطرقية (بالإنجليزية: Hammer Toe) أو الأحذية غير المناسبة. ومع مرور الوقت تصبح هذه المسامير مؤلمة وينبغي معالجتها.
يمكن علاج هذا المرض من امراض القدم عن طريق المنتجات التي تحتوي على مادة حمض الساليسيليك (بالإنجليزية: Salicylic Acid) والتي تأتي على شكل نقاط أو لصقات أو ضمادة.
لا يجب محاولة إزالة أو تقشير مسمار القدم أو الأنسجة المحيطة به منزلياً لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث التهاب، وفي حال كان مسمار القدم مصاباً بالتهاب فإن الطبيب قد يصف المضادات الحيوية لعلاجه. في حال عدم الاستفادة من العلاجات المنزلية فإنه يتم اللجوء إلى الطبيب الذي يقوم بإزالة مسمار اللحم باستخدام مشرط.
اقرأ أيضاً: طرق علاج مسمار القدم
ثالثاً: الاعتلال العصبي السكري
يعد الاعتلال العصبي السكري (بالإنجليزية: Diabetic Neuropathy) إحدى المضاعفات الخطيرة والمشتركة بين السكري بنوعيه الأول والثاني. وهو نوع من الضرر العصبي الناجم عن ارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل. عادة ما يتطور هذه المرض من امراض القدم ببطء وأحياناً على مدار عقود.
يجب على مريض السكري زيارة الطبيب إذا لاحظ خدراً، أو وخزاً، أو ألماً، أو ضعفاً في القدمين. يكمن الخطر في حال عدم شعور المريض بالألم وتطور القرحة في قدمه.
في حالات الاعتلال العصبي السكري الشديد أو المطول فإن القدم تكون عرضة للإصابات أو الالتهابات. وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي عدم شفاء الجروح أو الإصابة بالعدوى إلى بتر الأطراف. من المهم على مريض السكري أن يتحقق من مستويات الجلوكوز في دمه بانتظام ومراقبة أعراض الاعتلال العصبي السكري.
رابعاً: ظفر إصبع القدم الناشب
تحدث حالة ظفر إصبع القدم الناشب عندماتنمو حواف أو زوايا الظفر في الجلد بجوار الظفر وخاصة في إصبع القدم الكبير. غالباً ما تتسبب الأحذية ذات المقاس غير المناسب بنشوب ظفر إصبع القدم، حيث يسبب الضغط الناجم عن الأحذية الضيقة جداً في مقدمتها ضغطاً إضافياً على أصابع القدم.
ومن بين الأسباب الأخرى لحدوث هذا المرض من امراض القدم هي الأظافر التي لم يتم قصها بشكل صحيح (مثل المبالغة في تقصيرها)، أو رضح القدم الناتج عن ممارسة نشاط معين كالركض.
يمكن علاج ظفر إصبع القدم الناشب منزلياً عن طريق:
- نقع القدمين في الماء الدافىء لحوالي 15 إلى 20 دقيقة ثلاث إلى أربع مرات يومياً والحرص على بقائهما جافتين في الأوقات الأخرى.
- دفع الجلد بعيداً عن حافة ظفر إصبع القدم باستخدام كرة قطنية مبللة بزيت الزيتون.
- استخدام الأدوية المسكنة للألم، أو المضادات الحيوية الموضعية، أو الستيرويدات الموضعية لمنع العدوى.
في حال عدم استجابة الحالة للعلاجات المنزلية أو في حال حصول عدوى فإن المريض قد يحتاج إلى عملية جراحية.
خامساً: التهاب اللفافة الأخمصية
من امراض القدم أيضاً التهاب اللفافة الأخمصية والذي يعد المسبب الأكثر شيوعاً لألم الكعبين، وتحدث هذه الحالة عندما تصبح اللفافة الأخمصية أو الرباط الأخمصي الموجود أسفل القدم ملتهباً، وهذا الرباط هو المسؤول عن دعم قوس القدم.
لا يوجد هناك سبب واضح لحدوث التهاب اللفافة الأخمصية. أما عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى هذه الحالة فتشمل الإصابة بالسمنة، وقوس القدم العالي جداً، والمشاركة في الأنشطة التي يتم فيها الضغط على الكعبين بشكل متكرر مثل الجري.
يمكن القيام بالأمور التالية لتخفيف الألم وتسريع الشفاء :
- الراحة وتخفيف الحمل عن الساقين.
- وضع كمادات الثلج على موضع الالتهاب.
- استعمال مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم.
- القيام بتمارين التمدد.
- ارتداء الشريط الرياضي لدعم القدم ومنعها من الحركة بطريقة قد تزيد الالتهاب سوءاً.
- استعمال الحشوات التي تكون على شكل الكعب والتي توضع في الحذاء وتعمل على رفع الكعب لتخفيف الضغط ومنح مسند إضافي.
- وضع الجبيرة الليلية؛ والتي يتم ارتداؤها أثناء النوم لإبقاء القدمين بزاوية قائمة مما يساعد على تمدد اللفافة الأخمصية.
سادساً: النفطات
إن النفطات من امراض القدم الشائعة والتي يختبرها معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم.غالباً ما تظهر النفطات، وهي حبوب مملوءة بسائل، بعد المشي أو الجري لفترات طويلة خاصة إذا تعرقت الأقدام أو في حال ارتداء أحذية غير مناسبة.
وبشكل عام فإن النفطات لا تشكل مصدر قلق، ومن الأفضل عدم فتح هذه النفطات والسماح لها بالشفاء من تلقاء نفسها. ويمكن وضع ضمادة عليها لتخفيف الانزعاج منها. في حال ترافقت هذه النفطات مع أعراض شبيهة بالإنفلونزا فإنه ينبغي التحدث مع الطبيب.
اقرأ أيضاً: تشقق القدم في الشتاء: الوقاية والعلاج
سابعاً: مسمار الكعب
إن مهماز العقب (بالإنجليزية: Heel Spur)، ويعرف بإسم مسمار الكعب، هو عبارة عن زائدة من الكالسيوم تنشأ بين عظمة العقب وقوس القدم. لا تظهر أعراض هذا المرض من امراض القدم عند معظم الأفراد ولكن بالنسبة لآخرين فمن الممكن أن يكون مؤلماً ويسبب الالتهاب.
ينشأ مسمار الكعب نتيجة الضغط الطويل على العضلات والأربطة. كما يمكن أيضاً أن يكون التهاب المفاصل سبباً في نشوئه، إضافة إلى الوزن الزائد وارتداء الأحذية غير المناسبة أو المهترئة. غالباً ما يكون العلاج الأساسي لمسمار الكعب هو الراحة، والعلاج الطبيعي، واستخدام مسكنات الألم، وقد يتم إجراء جراحة إزالة مسمار الكعب في حال كان الألم شديداً ومستمراً.
ثامناً: اصبع القدم المخلبية
يطلق اسم إصبع القدم المخلبية (بالإنجليزية: Claw Toe) على الحالة التي يشير فيها مفصل إصبع القدم الأول إلى الأعلى ويشير مفصل إصبع القدم الثاني إلى الأسفل. في بعض الأحيان تكون هذه الحالة موجودة منذ الولادة، وتظهر فجأة في أحيان أخرى.
يمكن أن تكون هذه الحالة مؤلمة عند البعض ولا تسبب أي ازعاجاً لدى البعض الآخر. وقد تدل هذه الحالة على وجود حالة أخرى مثل السكريوالتهاب المفاصل الروماتويدي والشلل الدماغي.
يعد تغيير نوع الأحذية التي يتم ارتداؤها خطوة مهمة للغاية في علاج هذا المرض من امراض القدم.
تاسعاً: الكدمة الصلبة
تتضمن امراض القدم أيضاً الكدمات الصلبة (بالإنجليزية: Stone Bruises) والتي تسمى أيضاً بألم المشط، ويمكن أن تظهر هذه الحالة بعد أداء التمارين عالية التأثير أو بسبب ارتداء أحذية غير مناسبة، ومن الممكن أن تكون الكدمة الصلبة علامة على وجود حالة مرضية أخرى.
ومن أعراض الكدمة الصلبة الشعور بالخدر، أو الوخز، أو الألم الشديد في المنطقة الواقعة بين أصابع القدم وقوس القدم كما لو كان هناك حصاة في الحذاء. وقد تزداد هذه الأعراض سوءاً مع مرور الوقت.
تعد إراحة القدمين ووضع كمادات الثلج وارتداء الأحذية المناسبة من أفضل الطرق الشائعة لعلاج الكدمات الصلبة وفي حال كانت الأعراض أكثر شدة فإنه ينبغي زيارة الطبيب.
وأخيراً فإن الأمراض والمشاكل التي تصيب القدمين متنوعة ومختلفة من حيث النوع، والشدة، والأعراض. وتعد العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة والعناية بالقدمين من أفضل الطرق لمحاربة امراض القدم والوقاية منها. كما أنه ينبغي على المريض زيارة الطبيب في حال استمرار الحالة بعد العلاج المنزلي لها.
اقرأ أيضاً: مواصفات الحذاء الرياضي الانسب لك