من الطبيعي أن يختلف حجم المبيض من أنثى لأخرى، وعادةً ما يحدث انتفاخ المبيض أثناء فترة الإباضة، لكن يُمكن أن يكون أحيانًا سبّب انتفاخ المبيض هو معاناة المرأة من بعض المشكلات الصحية، والتي يُمكن أن يكون بعضها خطيرًا، كالإصابة بالسرطان. [1][2]

وفي المقال التالي سنقوم بذكر أسباب تضخم المبيض وكبر حجمه بالتفصيل.

أسباب تضخم المبيض

تتضمّن أسباب تضخم المبيضما يلي:

الإباضة

يُمكن أن يحدث تضخم المبيض بشكل طبيعي أثناء فترة الإباضة، والتي تحدث في منتصف فترة الدورة الشهرية، أي في اليوم الرابع عشر، حيث يقوم المبيض بإطلاق البويضة من أجل تخصيبها لاحقًا بواسطة الحيوانات المنوية. [2][3]

أثناء فترة الإباضة، يُمكن أن يتم تحفيز المبايض بشكل مفرط بسبّب الهرمونات ومن المُمكن أن تتضخم مؤقتًا. وقبل الإباضة مباشرةً، تنتفخ بصيلات المبيض وذلك نتيجةً لنموّ البويضات بداخلها واستعدادها للإطلاق. [1][2]

وعادةً ما يعود المبيض إلى حجمه الطبيعي بمجرّد أن يتم إطلاق البويضة. ويجب التنويه إلى أنّ تضخم المبايض يكون أكثر احتمالية أثناء الإباضة في حال كانت المرأة تتناول أدوية الخصوبة. [1][2]

ويُمكن أن تتضمن العلامات الأخرى لفترة الإباضة ما يلي: [2][3]

  • زيادة أو تغيّر في الإفرازات المهبلية.
  • زيادة طفيفة في درجة حرارة الجسم.
  • تقلصات طفيفة.

تكيس المبيض

تتضمّن أسباب تضخم المبيض أيضًا الإصابة بتكيسات المبيض، وهي من الحالات الشائعة جدًا إذ أنّها تؤثر على ما يصل إلى 18% من النساء. تتسبّب هذه الحالة بظهور أكياس مملوءة بالسوائل في المبيضين، ويُمكن أن تؤدي إلى تضخم المبيض خاصةً إذا كانت الأكياس كبيرة الحجم أو كان عددها كبيرًا. [2]

يوجد ثلاثة أنواع مختلفة من أكياس المبيض، وهي: [2][3]

  • أكياس الجسم الأصفر، فعادةً ما تذوب الجريبات بمجرد إطلاقها للبويضة. لكن، في بعض الأحيان، لا تذوب هذه الجريبات ولا تغلق فتحة الجريب بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الكيس وتشكّل كيس الجسم الأصفر.
  • الأكياس الجلدية، يتكوّن هذا النوع من أكياس المبيض من الخلايا الجنينية، بالإضافة إلى الأنسجة التي تتواجد عادةً في أماكن أخرى من الجسم، مثل: الشعر، أو الجلد، أو الأسنان، أو الغدد الدهنية. من المُمكن أن تفرز هذه الأنسجة موادها الخاصة، مثل: الزهم، داخل المبيض مما يؤدي إلى تورّم المبيض وازدياد حجمه.
  • الأكياس الجريبية، يتكون الكيس الجريبي عندما لا تطلق الجريبة بيضتها أثناء التبويض. وبدلاً من ذلك، تنمو وتتحول إلى كيس.

لا تُعدّ تكيسات المبيض من أسباب تضخم المبيض الخطيرة، حيث أنّ معظم هذه الأكياس لا تُسبب أي مشاكل وعادةً ما تختفي في غضون بضعة أشهر دون أي علاج. لكن إذا كانت الأكياس كبيرة بما يكفي لتُسبّب أعراضًا، مثل: الألم والانتفاخ، أو إذا انفجرت، عندها ستكون المرأة بحاجة لإجراء عملية جراحية لإزالتها. [2]

متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات

من أسباب كبر حجم المبيض الشائعة أيضًا الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات، وهي اضطراب هرموني يتسبّب بظهور العديد من الأكياس صغيرة الحجم على المبايض بالإضافة إلى تضخم حجم المبايض. [1][2]

يكون لدى النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات مستويات أعلى من المعدل الطبيعي من الهرمونات الذكرية التي تسمى الأندروجينات، بالإضافة إلى اضطراب مستويات الهرمونات الجنسية الأخرى. [2][3]

تؤثر متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات على النساء في أي عمر بعد سن البلوغ، ويمكن أن تشمل أعراضها ما يلي: [2][4]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • غزارة الدورة الشهرية.
  • زيادة الوزن.
  • ألم الحوض.
  • التعب.
  • نموّ الشعر الزائد في الوجه والجسم.
  • حب الشباب.
  • تساقط شعر الرأس.
  • تغيرات المزاج.
  • صعوبة الحمل.
  • مشاكل النوم.

لا يوجد علاج لهذه المتلازمة، وعادة ما تهدف العلاجات المقدّمة إلى تقليل الأعراض لدى المرأة، ومن هذه العلاجات: [2][3]

  • أدوية تنظيم الدورة الشهرية، مثل: حبوب منع الحمل.
  • أدوية تساعد على التبويض والحمل، مثل: الكلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene)، أو الليتروزول (بالإنجليزية: Letrozole)، أو الجونادوتروبين (بالإنجليزية: Gonadotropins).
  • أدوية لتقليل نموّ الشعر الزائد، مثل: الإفلورنيثين (بالإنجليزية: Eflornithine) أو حبوب منع الحمل.

بطانة الرحم المهاجرة

تُسبّب الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، أو ما تُعرف بانتباذ بطانة الرحم، بنموّ النسيج الذي يبطّن الرحم في مناطق أخرى خارج الرحم، بما في ذلك المبيضين، حيث تظهر هذه الأنسجة على شكل كيس داخل المبيض ممّا يؤدي إلى جعل المبيض أكبر من حجمه الطبيعي. [2][4]

تتضخم أنسجة الرحم كل شهر ومن ثم تتساقط أثناء الدورة الشهرية على شكل نزيف مهبلي، ويحدث هذا الأمر أيضًا في الأنسجة المتواجدة في المبيض، حيث أنّها تنتفخ وتتضخم، ولكن لن يكون هناك مكان لتتساقط وتخرج من المبيض. [2][3]

ومن الأعراض المرافقة لبطانة الرحم المهاجرة ما يلي: [2][3]

  • آلام الدورة الشهرية.
  • نزيف الدورة الشديد.
  • ألم البطن.
  • ألم أثناء الجماع، أو عند التبوّل، أو أثناء التبرّز.

يُعتبر انتباذ بطانة الرحم من أسباب تضخم المبيض الخطيرة نسبيًا، فإذا تُرك دون علاج يُمكن أن يتسبّب بتلف دائم للمبايض والذي يُمكن أن يؤدي إلى العقم عند المرأة، كما أنّه يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض. [2][3]

عندما تأتي الدورة الشهرية أشعر بمغص في المثانة أو أسفل البطن، وأشعر بحرقة وألم في البطن، وأشعر بألم في الظهر أو أسفل الظهر فما السبب؟

سرطان المبيض

يُعدّ سرطان المبيض أحد أخطر أسباب تضخم المبيض، فغالبًا ما تكون أول علامة على سرطان المبيض هي تورّم المبايض. وعلى الرغم من أنّ سرطان المبيض نادر جدًا، إلّا أنّه يحدث عادةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث. [1][2]

لا يُسبّب سرطان المبيض عادةً أي أعراض حتى ينتشر، ويُمكن أن تشمل أعراض سرطان المبيض في مراحله المتأخرة ما يلي: [2]

  • انتفاخ البطن.
  • ألم في أسفل البطن أو الحوض.
  • الشعور بالشبع بعد تناول الطعام مباشرةً.
  • إفرازات غير طبيعية أو نزيف من المهبل.
  • تغيّر مفاجئ في الوزن، سواء زيادة أو نقصان.
  • الحاجة الملحّة أو المتكرّرة للتبوّل.
  • الإرهاق.
  • ألم أثناء الجماع.
  • تغيّرات في الدورة الشهرية.
  • الغثيان.
  • تورّم في الساقين.

يتضمّن علاج سرطان المبيض بشكل رئيس إجراء الجراحة لإزالة الورم وتلقي العلاج الكيميائي، كما يُمكن أن تتلقى المرأة في بعض الأحيان العلاج الهرموني أو العلاج الموجه. ومن المُمكن أن يوصي الطبيب بدمج علاجين أو أكثر للحصول على أفضل نتيجة. [1][2]

أسباب أخرى

من أسباب تضخم المبيض أيضًا ما يلي:

  • أورام المبيض الحميدة

يُمكن أن يكون سبّب كبر حجم المبيض وجود الأورام الحميدة (غير السرطانية) بداخله، والتي يُمكن أن تشمل: [2][3]

  • الأورام المسخية الكيسية الناضجة.
  • الأورام الليفية.
  • الأورام الغدية الكيسية.

لا تُعتبر هذه الأورام من الحالات الخطيرة والمهددة لحياة المرأة، كما أنها لا تنتشر أبدًا إلى الأماكن الأخرى من الجسم. وعادةً لا تُسبّب هذه الأورام أعراضًا لدى المرأة، وفي حال تسببّها بذلك فيُمكن أن تشمل هذه الأعراض ما يلي: [2][3]

  • ألم في الحوض.
  • شعور بالضغط أو الثقل في البطن.
  • ألم أثناء الجماع.
  • الحمى.
  • الغثيان والقيء.
  • التواء المبيض

يُعدّ التواء المبيض من أسباب تضخم المبيض النادرة، وهي حالة تتمثّل بدوران المبيض بشكل جزئي أو كلي حول الأنسجة الداعمة له، الأمر الذي يُمكن أن يعيق تدفّق الدم من وإلى المبيض، ممّا يؤدي إلى تورّم المبيض وتضخم حجمه. [1][4]

يؤثر التواء المبيض على الإناث في سنّ الإنجاب، ويُمكن أن تشمل أعراضه ما يلي: [2]

  • ألم في أسفل البطن والحوض، والذي يُمكن أن يأتي ويختفي أو يكون مستمرًا.
  • الغثيان.
  • القيء.

يتطلب التواء المبيض التدخّل الجراحي السريع لاستعادة تدفّق الدم، ففي حال لم يتمكن الدم من الوصول إلى المبيض فقد يتسبّب ذلك بموت أنسجة المبيض. [1][4]

  • وذمة المبيض

تحدث وذمة المبيض عندما تتراكم السوائل في أنسجة المبيض، وهي من الحالات النادرة وغالبًا ما تؤثر على مبيض واحد فقط. يُمكن أن تظهر وذمة المبيض بسبّب الالتواء الجزئي للمبيض، ممّا يعيق تدفق الدم ويمنع تصريف السائل الليمفاوي. ونتيجة لذلك، يتراكم السائل داخل المبيض ويؤدي إلى تضخمه. [1]

نصيحة الطبي

من الطبيعي أن يحدث تضخم في حجم المبيض أثناء فترة الإباضة، لكن، في بعض الأحيان، يُمكن أن يكون سبّب تضخم المبيض وجود مشكلة صحية تؤثر عليه، مثل: التكيسات، أو الأورام، أو تراكم السوائل بداخله.

ونظرًا لكون بعض أسباب تضخم المبيض خطيرة فمن المهم إجراء الفحوصات اللازمة والحصول على التشخيص الصحيح ومن ثم علاج هذه المشكلة تحت إشراف الطبيب. وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أي استشارة طبية بخصوص أسباب تضخم المبايض.