الأدوية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Drug-induced hypertension) هي أدوية ترفع ضغط الدم أو تتعارض مع مفعول الأدوية الخافضة للضغط، يتضمن ذلك عددًا من الأدوية منها ما يباع بوصفة طبية أو بدونها وأيضًا مكملات غذائية وغيرها.
إن كان المريض يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وكان هذا الارتفاع لا يتجاوب بشكل كاف مع أدوية الضغط، فيجب استشارة الطبيب مع إخباره بجميع الأدوية والمكملات الغذائية والمواد المستخدمة، لتعديل الجرعات أو استبدال الأدوية بأخرى فعالة ومناسبة للحالة؛ خصوصًا إذا كان هناك تداخل دوائي يسبب ارتفاع ضغط الدم. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
إليك أشهر أدوية ترفع ضغط الدم وكيف تتعامل معها
الأدوية التي ترفع ضغط الدم
يدرك الكثير أن هناك أدوية ترفع ضغط الدم وتغير من فعالية الأدوية المخفضة له، يتضمن ذلك عددًا من العلاجات الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل شراب السعال، أو حبوب الحساسية، أو أدوية البرد، أو غيرها.
تختلف الطريقة التي تعمل بها تلك الأدوية لتسبب ارتفاع ضغط الدم وفقً لنوعها، فيما يلي سنذكر أهم الأدوية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم.
الباراسيتامول وضغط الدم
الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) هو مسكن وخافض للحرارة آمن بشكل عام، يوصف عادة لمرضى ارتفاع ضغط الدم لعلاج الآلام بدلًا من مضادات الالتهاب غير السترويدية، نظرًا لكونه أقل تأثيرًا على ضغط الدم.[1]
أجريت دراسة في جامعة أدنبرة، حيث تم وصف الباراسيتامول لعدد 110 مريضًا لديهم تاريخ من ارتفاع ضغط الدم، بجرعة جرام واحد من الباراسيتامول أربع مرات يوميًا وهي جرعة موصوفة بشكل روتيني للمرضى الذين يعانون من ألم مزمن.[1]
كانت النتيجة أن أولئك الذين وصف لهم الباراسيتامول شهدوا زيادة كبيرة في ضغط الدم لديهم، مقارنة مع أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي، وكان هذا الارتفاع مشابهًا لما لوحظ مع مضادات الالتهاب غير الستيروييدية، كذلك يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، أو السكتة الدماغية بنحو 20 في المائة.[1]
لكن بشكل عام، يعد الباراسيتامول من الأدوية الآمن استخدامها لمرضى الضغط عند استخدامه بالجرعات الصحيحة.
اقرأ أيضًا: استخدامات الباراسيتامول ونصائح عامة حوله
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والضغط
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي مسكنات شائعة للغاية تستخدم لعلاج الألم والالتهابات، وهي أدوية ترفع الضغط بطريقة غير مباشرة؛ إذ تقوم بحبس السوائل مما يؤثر على الكلى، والتي لها دور أساسي في تنظيم ضغط الدم؛ فيؤدي ذلك إلى ارتفاع الضغط، كذلك يمكن أن تزيد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أيضًا من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، خاصة في الجرعات العالية.[2]
تشمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الشائعة التي يمكن أن ترفع ضغط الدم ما يلي:[2]
- ايبوبروفين.
- نابروكسين.
تجدر الإشارة إلى أنه يجب على مرضى ارتفاع ضغط الدم تجنب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، وينبغي التحدث إلى الطبيب حول أدوية علاج الألم الأخرى التي قد تكون أكثر أمانًا.[3]
الأدوية المضادة للاكتئاب والضغط
تعمل الأدوية المضادة للاكتئاب عبر تغيير استجابة الجسم للمواد الكيميائية الدماغية ذات التأثير على المزاج مثل السيروتونين، والنورإبينيفرين، والدوبامين، ويذكر أن هذه المواد الكيميائية مثال على أدوية ترفع ضغط الدم، وتتضمن هذه الأدوية ما يلي: [4]
- الفينلافاكسين.
- الببروبيون.
- ديسيبرامين.
موانع الحمل الهرمونية والضغط
تحتوي حبوب منع الحمل وغيرها من الوسائل الهرمونية المانعة للحمل على هرمونات قد تسبب ارتفاع ضغط الدم؛ نتيجة لتسببها بتضييق الأوعية الدموية الصغرى، ويذكر أن احتمالية ارتفاع ضغط الدم لمستخدمات هذه الحبوب والوسائل تزداد لدى من أعمارهن أكثر من 35 عامًا، فضلًا عن ذوات الوزن الزائد والمدخنات.[4]
على الرغم من ذلك فإن ارتفاع ضغط الدم لدى مستخدمات هذه الحبوب والوسائل الهرمونية لا يحدث دائمًا، وفي حالة القلق من هذا الشأن، فينبغي متابعة قياس ضغط الدم بانتظام، وإن كانت من تستخدم هذه الحبوب بالفعل مصابة بارتفاع ضغط الدم، فعليك استخدام طريقة أخرى لمنع الحمل، أو على الأقل استخدام طريقة تحتوي على كميات بسيطة من الإستروجين.[4]
اقرأ أيضًا: حبوب منع الحمل بين الفوائد والمخاطر المحتملة
الكافيين والضغط
وجد أن الحصول على 200-300 مليغرام من الكافيين من الأدوية التي ترفع ضغط الدم؛ حيث تؤدي هذه الكمية إلى زيادة في المتوسط بمقدار 8 ملم زئبق و 6 ملم زئبق في ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، على التوالي، هذا التأثيريستمر لمدة تصل إلى ثلاث ساعات بعد تناول الكافيين، وكانت النتائج متشابهة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضغط دم طبيعي، وأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم مسبقًا.[5]
تتضمن الأدوية والمنتجات التي تحتوي على مادة الكافيين:
- عقاقير الكافيين.
مشروبات الطاقة.
يجدر بالذكر أن استهلاك القهوة بانتظام لا يرتبط بنفس التأثير على ضغط الدم، وقد يكون ذلك بسبب تحمل الكافيين الذي يحدث عند شربه بانتظام. [5]
أدوية الزكام المضادة للاحتقان والضغط
تعمل أدوية الزكام المضادة للاحتقان على تضييق الأوعية الدموية، مما يصعب تدفق الدم عبرها، الأمر الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم، فضلًا عن ذلك، فإن الأدوية المضادة للاحتقان تعيق الأدوية الخافضة لضغط الدم عن أداء عملها على الوجه الأمثل.[3]
ومن الأدوية المضادة للاحتقان التي ترفع الضغط:[3]
- السودوايفيدرين.
- الفينيليفرين.
- أوكسي ميتازولين.
- الايفيدرين
ينصح قبل أخذ أدوية لعلاج الزكام، بالاطلاع على ما إن كانت تحتوي على مضادات للاحتقان، فإن كان الشخص مصابًا بارتفاع ضغط الدم، فعليه الابتعاد عن هذه الادوية التي ترفع الضغط، والطلب من الطبيب أو الصيدلاني استبدالها بدواء آخر لا يحتوي على هذه المجموعة الدوائية.[3]
يجب على المريض أيضًا سؤال الصيدلي أو الطبيب وإخبارهم عن أي حالة مرضية يعانون منها، مثل ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، بالإضافة إلى أي أدوية يتناولونها، لكي سيحدد الصيدلي أو الطبيب بعد ذلك الأدوية التي يمكن للشخص تناولها بشكل آمن.[3]
ينصح مرضى الضغط عند الإصابة بالزكام بما يلي:[3]
- تناول كميات كافية من السوائل، ويفضل تناول الماء الدافئ مع الليمون، أو الشاي بالليمون والعسل.
- الغرغرة بالماء والملح.
- الحصول على قسط كاف من الراحة.
- استخدام الأسبرين أو الأسيتامينوفين لتسكين الألم.
أدوية الصداع النصفي والضغط
تعمل بعض أدوية الصداع النصفي عن طريق شد الأوعية الدموية في الرأس، هذا يخفف من آلام الصداع النصفي، لكن قد يسبب ذلك تضيق الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ربما إلى مستويات خطيرة.[2]
لذلك إذا كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو أي نوع آخر من أمراض القلب، فينبغي التحدث إلى الطبيب قبل تناول دواء للصداع النصفي أو الصداع الشديد.[2]
أدوية إنقاص الوزن والضغط
قد تؤدي بعض أدوية إنقاص الوزن إلى تفاقم أمراض القلب، حيث تؤدي مثبطات الشهية إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الضغط على القلب. لذلك ينبغي قبل استخدام أي دواء لإنقاص الوزن سواء أكان ذلك بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية التأكد من مراجعة الطبيب.
اقرأ أيضًا: ارتفاع ضغط الدم وأسبابه
العوامل الأخرى المؤثرة على ضغط الدم
يمكن أن تؤثر العديد من العوامل الأخرى أيضًا على ضغط الدم، بما في ذلك:[6]
- العمر.
- حالة الكلى أو الجهاز العصبي أو الأوعية الدموية.
- عوامل وراثية.
- الأطعمة التي يتم تناولها والوزن والمتغيرات الأخرى المتعلقة بالجسم، بما في ذلك كمية الصوديوم المضافة في الأطعمة المصنعة.
- مستويات الهرمونات المختلفة في الجسم.
- حجم الماء في الجسم.
نصيحة من الطبي
في النهاية، ننصح بقياس ضغط الدم بشكل منتظم عند استخدام أي ادوية ترفع الضغط، فإن وجد ارتفاع في ضغط الدم أو وجد أنه ليس تحت السيطرة، يجب الاستفسار من الطبيب حول وجود أدوية بديلة، كما قد يعطي الطبيب بعض النصائح الحياتية فضلًا عن أدوية خافضة للضغط؛ وذلك للحفاظ على مستوى ضغط الدم المناسب وتجنب المضاعفات.