قد تترافق الأحداث المؤلمة والعنيفة مع ضغوط نفسية شديدة، وتختلف ردة الفعل تجاه هذه الضغوط النفسية، فقد تحدث الاستجابة الطبيعية للضغوط والتي تترافق بأعراض نفسية وفيزيولوجية محددة ومؤقتة، وهي في الغالي تزول بعد زوال الحدث المؤلم، أو قد تكون ردة الفعل لها تأثيرات على المدى الطويل، مثل: اضطراب التوتر الحاد، أو اضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد، أو اضطراب ما بعد الصدمة الانفصامي، أو اضطراب ما بعد الصدمة المعقد، تعرف في هذا المقال على أنواع لاضطراب ما بعد الصدمة، وأعراضها، وطرق علاجها.
الاستجابة الطبيعية للضغوط
قد تترافق الأحداث المؤلمة والمفاجئة بالضغوط أو الصدمة النفسية، والتي قد تؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة، وهي كالآتي:
- أعراض نفسية، مثل: الحزن، والأرق.
- تغيرات فيزيولوجية في وظائف الجسم، مثل: ارتفاع الأدرينالين الذي يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
- تأثيرات على الغدد الصماء، والجهاز العصبي، والمناعة.
ولكن الاستجابة للضغوط الكبيرة لا تتطور بالضرورة إلى أنواع لاضطراب ما بعد الصدمة، فقد تؤدي الأحداث المؤلمة، مثل: الأمراض، والعمليات الجراحية، والفقدان إلى التوتر المؤقت الذي يزول بعد انتهاء تأثير الحدث المؤلم. وتعود عندها أجهزة الجسم إلى وضعها الذي كانت عليه قبل التعرض لهذا الحدث، وهذا ما يسمى بالاستجابة الطبيعية للضغط، وهي مجموعة من ردود الفعل النفسية، والجسدية، والسلوكية، التي تسمح بالتعامل مع الضغوط الكبيرة بدون إحداث تأثيرات طويلة المدى.
يعد العلاج النفسي والدعم من الأحباء هو العلاج الأمثل لحالة الاستجابة الطبيعية للضغط النفسي، إذ تعد جلسات التحدث والعلاج الجماعية، والعلاج الفردي، ووجود شخص للتحدث معه طرق فعالة للتعامل مع هذه الحالة. [2][3][4]
اضطراب التوتر الحاد
يحدث اضطراب التوتر الحادبعد المرور بالحدث المفجع، ويستمر فقط لمدة ثلاثة أيام وحتى شهر، ولكن إذا ترك اضطراب التوتر الحاد بدون علاج فقد يتطور إلى أنواع لاضطراب ما بعد الصدمة الأكثر حدة، ويمكن أن يحدث اضطراب التوتر الحاد في الحالات الآتية: [2][3][4]
- التعرض لحدث مهدد للحياة.
- وقوع حادث مهدد للحياة لشخص قريب.
- فقدان أحد أفراد الأسرة.
- التعرض لحادث سير.
- حدوث الكوارث الطبيعية المهددة للحياة.
- التعرض لحدث صادم او مشاهدته أو تعرض أحد الأقرباء له.
اقرأ أيضًا: أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
يمكن علاج اضطراب التوتر الحاد قبل أن يتطور من خلال العلاج النفسي الفردي أو الجماعي، أو العلاج السلوكي المعرفي، وقد يتطلب الأمر في بعض الحالات العلاج الدوائي، وتفيد هذه الطرق في معالجة أعراض اضطراب التوتر الحاد ومنع تفاقم الحالة. [2][3][4]
اضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد
يدل اضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد على الاضطراب النفسي الحاصل بسبب حدث صادم واحد، وذلك بدون وجود حالات نفسية أو أمراض عقلية أخرى، مثل: الاكتئاب، وبدون وجود حالة لتعاطي المخدرات، ومن أهم الأعراض المرافقة لاضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد: [1][2][3][4]
- تجنب الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بالصدمة.
- الأفكار والمشاعر السلبية والمؤلمة.
- تكرر الحدث ذهنيًا بشكل مستمر.
- التهيج.
- تقلبات المزاج.
- الكوابيس.
يعد اضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد أحد أكثر الاضطرابات التي يتم تشخيصها شيوعًا وقد يستجيب للعلاج بشكل جيد. يوجد العديد من الخيارات العلاجية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة غير المعقد، مثل: [1][2][3][4]
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج بالتعرض للحدث المؤلم.
- العلاج النفسي.
- العلاج الدوائي.
- جلسات العلاج الجماعي.
اقرأ للمزيد: أنواع العلاج النفسي
اضطراب ما بعد الصدمة الانفصامي
يصيب اضطراب ما بعد الصدمة الانفصامي الأشخاص الذين تعرضوا لإساءة كبيرة من الأسرة أو الذين تعرضوا لصدمة في الطفولة. ويعاني الأفراد المصابون بهذا النوع من أنواع لاضطراب ما بعد الصدمة من ظهور أعراض انفصام الشخصية لديهم إلى جانب الأعراض الرئيسة لاضطراب ما بعد الصدمة، مما يجعل الأعراض شديدة أكثر من الحالات الأخرى، ومن أهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة الانفصامي: [1][2][4]
- تبدد الشخصية: أي الشعور بانفصال العقل عن الجسد إلى حد الشعور بأن أحدًا ما يراقبهم.
- الانفصال عن الواقع: أي شعور الشخص بأن عالمه غير واقعي إذ يبدو وكأنه يشبه الحلم.
- ذكريات الماضي الانفصامية.
- الانفصام العاطفي.
لا يعد اضطراب ما بعد الصدمة من النوع الانفصامي تشخيصًا رئيسيًا، ولكن يوجد العديد من الخيارات لعلاج هذه الحالة، مثل: [2][4]
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج بالتعرض المطول للحدث المؤلم.
- إعادة المعالجة وخفض التحسس بحركة العين.
كيف يؤثر الصوم على النفس البشرية؟ ولماذا يجد المسلم راحة نفسية في رمضان؟
اضطراب ما بعد الصدمة المعقد
يعتبر اضطراب ما بعد الصدمة المعقد النوع الأشد خطورة من بين أنواع لاضطراب ما بعد الصدمة، ويترافق مع أعراض شديدة بالمقارنة مع باقي الأنواع. وينتج بسبب التعرض لعدة صدمات عنيفة أو عدة أحداث مؤلمة على مدى أشهر أو حتى سنوات، وقد تكون هذه الصدمات ناتجة عن تكرار نفس الحدث عدة مرات أو عن أحداث متعددة، ومن أهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة المعقد: [1][4]
- السلوك الاندفاعي والعدواني.
- القيام بالاعتداء اللفظي أو الجسدي.
- التقلبات المزاجية.
- صعوبة التحكم في العواطف.
- تدني احترام الذات.
- الشعور المستمر بالذنب.
- النظرة السلبية والتشاؤمية.
ونظرًا لأن هذه الحالة تعد حالة نفسية معقدة فغالبًا ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ بسبب تعقد وتعدد أعراضها، إذ قد يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة المعقد على أنه: اضطراب الشخصية الحدية، واضطراب الشخصية الحدية المندفعة، وانفصام الشخصية، واضطراب ثنائي القطب، واضطراب الشخصية العدوانية. [1]
يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة المعقد من خلال اتباع الخطوات الآتية: [1]
- الخطوة الأولى: التوجه إلى أخصائي نفسي من أجل تحديد العلاج الدوائي المناسب الذي يساعد في التحكم بحالة التهيج، والقلق، والاكتئاب.
- الخطوة الثانية: محاولة الابتعاد عن مصدر الأزمات والصدمات النفسية المتكررة.
- الخطوة الثالثة: تدريب الشخص المصاب على استخدام أساليب مرنة في التعبير عن الاحتياجات الشخصية بدلًا عن الاعتداء اللفظي أو الجسدي.
- الخطوة الرابعة: حضور الجلسات العلاجية بشكل منتظم من أجل ضبط السلوكيات الاندفاعية.
اقرأ أيضًا: علاج الصدمة النفسية