عندما نشعر بالإرهاق في العمل ونحتاج إلى عطلة، قد نفكر تلقائياً في الذهاب إلى الشاطئ. ويربط معظم الناس الشاطئ بالاسترخاء والسعادة، كما يمكن أن يكون الشاطئ مكاناً منعشاً يجعلنا نشعر بتحسن طوال فترة وجودنا هناك، ويمكن أن يحسن المشي لمسافات قصيرة على طول الشاطئ المزاج ويؤثر إيجاباً على صحتنا العقلية.
ويعود السبب في ذلك إلى أن الشاطئ يعتبر مساحة زرقاء كونه يطل على مصدر مائي مثل المحيط، أو البحر، أو البحيرة، أو البركة، أو المسبح. وقد تم ربط النظر للبحر أو للمساحات الزرقاء بتحسين الصحة العامة. [1]
فما هي فوائد النظر إلى البحر والجلوس على الشاطئ على الصحة الجسدية والعقلية؟
النظر الى البحر وفيتامين د
يساعد الجلوس على الشاطئ والنظر إلى البحر في حصول الجسم على حاجته من فيتامين د، والذي يعتبر من الفيتامينات الهامة التي يعد مصدرها الأساسي هو التعرض لأشعة الشمس. [2][3]
النظر الى البحر والتأمل
يعد النظر إلى البحر والانتباه للأصوات والروائح الصادرة عن البحر نوع من أنواع التأمل، كما يمكن أيضاً القيام بالتأمل من خلال الاستلقاء على الرمال الناعمة أمام البحر. ويساعد التأمل في زيادة التركيز، والتخلص من التوتر والقلق. [1]
النظر الى البحر والابتعاد عن الشاشات
في وقتنا الحالي، ومع انتشار الأجهزة الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي، أصبح الخروج إلى الهواء الطلق والابتعاد عن الشاشات حاجة ملحة، حيث يمكن أن يضر النظر إلى الشاشات الإلكترونية كثيراً بالصحة العقلية.
ويمكن أن يؤدي إيقاف تشغيل الهاتف أو الأجهزة الأخرى والذهاب إلى البحر والنظر إليه إلى إراحة العينين وتصفية الذهن. كما يؤدي الوجود في الهواء الطلق والنظر إلى البحر إلى أن نكون أكثر تواصلاً مع أنفسنا والعالم الواقعي من حولنا. [1]
للمزيد: اهمية اخذ اجازة من العمل بين الحين والاخر
النظر الى البحر والتخلص من التوتر
يمكن أن يخفض التواجد في الطبيعة في مكان نشعر فيه بالأمان والراحة، مثل الجلوس على الشاطئ من ضغط الدم ومستويات هرمون التوتر. كما يمكن أن يقلل قضاء الوقت على الشاطئ والنظر إلى البحر من القلق وإثارة الجهاز العصبي، وهو ما يجعلنا نشعر بالتوتر والقلق.
ومن الجدير بالذكر أن النظر إلى نوافير الماء، أو البحيرات الصغيرة، أو الأنهار يهدئ الأعصاب ويخفف التوتر أيضاً، لذا إن كان المرء يعيش بعيداً عن البحر يمكنه زيارة أية أماكن يوجد فيها الماء لتخفيف التوتر. [1][3]
للمزيد: كيف يمكن التعامل مع الضغط النفسي وعلاجه
النظر الى البحر وتحسين المزاج
يزيد الوقت الذي نقضيه على الشاطئ ونحن نتأمل البحر من احترامنا لذاتنا ويعزز الاسترخاء. ويمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أن يشعروا بالهدوء على الشاطئ وهم يتأملون البحر. كما يمكن أن يساعد المشي على طول الخط الساحلي في جعلنا نشعر بأننا أقل عزلة وأكثر سعادة.
ويمكن أن يكون للشاطئ والبحر فوائد دائمة للأشخاص الذين يعانون من القلق، والاكتئاب، والضغط المتزايد، وحالات الصحة العقلية الأخرى. ويمكن أن يحسن قضاء 20 دقيقة فقط في المشي على طول الشاطئ المزاج. [1]
للمزيد: فوائد رياضة المشي وكيفية الاستفادة القصوى منها
دراسة حول فوائد النظر الى البحر
في دراسة مكثفة أجريت عام 2013 حول السعادة في البيئات الطبيعية (مثل المساحات الزرقاء)، قام الباحثون بحث 20000 مستخدم للهواتف الذكية لتسجيل إحساسهم بالرفاهية والبيئة التي يتواجدون فيها بشكل مباشر على فترات عشوائية. وقد أظهر البحث أن التواجد قرب البحر والساحل هي أسعد المواقع، مع استجابات أعلى بحوالي 6 نقاط من التواجد في البيئة الحضرية بشكل مستمر. كما توصل الباحثون إلى أن زيارة البحر مرتين على الأقل في الأسبوع يؤدي إلى صحة عامة وعقلية أفضل. [3][4]
النظر إلى البحر قد لا يفيد الجميع
لن يكون الذهاب إلى الشاطئ والنظر إلى البحر حلاً للحالات الصحية العقلية الأخرى، خاصةً إذا كان الشخص لا يستمتع بأجواء الشاطئ والبحر حقاً. ومن المحتمل أن يواجه الأشخاص المتحمسين بالفعل للشاطئ تأثيرات مزاجية وصحية عقلية أكبر من غيرهم.
أما في حال لم يكن الشخص متحمساً، فقد يظل يشعر بالقلق أو الاكتئاب على الشاطئ، كما أنه من المرجح أن يختبر الرجال فوائد الصحة العقلية للبحر أكثر من النساء. [1]
وأخيراً، فإن الذهاب إلى الشاطئ والنظر إلى البحر ليس مجرد وجهة لقضاء إجازة ممتعة. وهناك فوائد للصحة العقلية من خلال الخروج إلى هذه المساحات الزرقاء والاستمتاع بالهواء الطلق. وفي المرة القادمة التي تشعر فيها بالإرهاق من الإجهاد، فكر في التوجه إلى الشاطئ وقضاء أكبر قدر ممكن من الوقت بالنظر إلى البحر.
للمزيد: فوائد رمل البحر للصحة